أنواع من الموسيقى يمكن أن تقلل بشكل كبير من أعراض دوار الحركة
دوار الحركة يُعتبر من أكثر المشكلات الصحية المزعجة التي يعاني منها كثير من الأشخاص أثناء السفر بالسيارة أو الحافلة أو القارب أو حتى الطائرة. هذا الدوار ينتج عادةً عن اضطراب في الإشارات العصبية بين العينين والأذن الداخلية والدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بالغثيان، التعرق، الدوخة، وفقدان التوازن.
ورغم أن الأدوية متاحة لعلاج هذه الحالة، إلا أن هناك وسائل طبيعية أثبتت فعاليتها في تقليل الأعراض، ومنها الاستماع إلى الموسيقى. فقد أظهرت الدراسات أن بعض أنواع الموسيقى يمكن أن تساعد على تهدئة الجهاز العصبي، تقليل التوتر، وتخفيف الشعور بالغثيان.
في هذا المقال سنتعرف على أنواع الموسيقى التي تساعد على تخفيف أعراض دوار الحركة، لماذا تؤثر الموسيقى على الدماغ والجسم، وكيف يمكن استخدامها بذكاء أثناء السفر.

العلاقة بين الموسيقى ودوار الحركة
الموسيقى لها تأثير مباشر على الدماغ، وبالأخص على الجهاز العصبي المستقل المسؤول عن تنظيم التنفس وضربات القلب واستجابة الجسم للتوتر.
عند الاستماع إلى موسيقى هادئة أو ذات إيقاع منظم، يحدث ما يلي:
انخفاض في معدل ضربات القلب.
استرخاء العضلات.
إقرأ أيضا:أكثر من التوت.. 3 خيارات غذائية غنية بمضادات أكسدةتحسين التنفس وتقليله من الاضطراب السريع.
تشتيت الانتباه عن الشعور بالغثيان والدوخة.
وبالتالي، فإن اختيار النوع المناسب من الموسيقى أثناء السفر قد يكون وسيلة فعالة للحد من أعراض دوار الحركة بشكل طبيعي.
أنواع الموسيقى التي تساعد في تقليل دوار الحركة
1- الموسيقى الكلاسيكية
الموسيقى الكلاسيكية، وخاصة المقطوعات الهادئة مثل موسيقى موزارت أو بيتهوفن، تعتبر من أفضل الخيارات للتقليل من دوار الحركة.
خصائصها المهدئة مثل التدرج اللحني البطيء والتناسق العالي في الإيقاعات تجعلها مثالية لتهدئة الأعصاب وإعادة التوازن للجهاز العصبي.
أمثلة مقترحة:
مقطوعات البيانو الهادئة.
السيمفونيات البطيئة.
مقطوعات الكمان المنفردة.
2- موسيقى الطبيعة الممزوجة بالألحان
موسيقى تحتوي على أصوات طبيعية مثل خرير المياه، حفيف الأشجار، أو أصوات الطيور، مع خلفية موسيقية هادئة، تساعد على استرخاء الحواس.
هذه الموسيقى تساهم في تقليل التركيز على الإشارات المربكة التي تصدرها الأذن الداخلية للدماغ أثناء الحركة، مما يقلل من الإحساس بالدوخة والغثيان.
3- الموسيقى البطيئة الإيقاع (Chill-out أو Ambient Music)
الموسيقى البطيئة ذات الإيقاع الثابت والمتكرر تساعد على استقرار التنفس وتقليل القلق.
الاستماع إلى موسيقى الـ Chill-out أو الـ Ambient أثناء السفر يخلق حالة من “التأمل الخفيف”، وهو ما يخفف أعراض الدوار.
4- الترانس الهادئ (Soft Trance)
رغم أن موسيقى الترانس عادةً ما تكون سريعة، إلا أن هناك نسخ هادئة منها تتميز بإيقاعات متكررة ومنظمة.
هذا النوع يساعد على تشتيت الانتباه عن الشعور بالغثيان وإبقاء العقل مشغولاً بتتبع النغمات بدلاً من التركيز على الأعراض.
5- موسيقى التأمل (Meditation Music)
موسيقى التأمل مصممة خصيصاً لتقليل التوتر والقلق.
تتميز بأنها بطيئة، متواصلة، وخالية من التغيرات الحادة في النغمات، مما يجعلها خياراً رائعاً أثناء السفر لتخفيف أعراض دوار الحركة.
6- الترانيم الدينية والإنشاد الروحاني
الأناشيد الدينية أو الترانيم الروحانية، بغض النظر عن الثقافة أو الديانة، تعزز الراحة النفسية والشعور بالطمأنينة.
الدراسات أثبتت أن الاستماع إلى الإنشاد الروحاني يساهم في خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وبالتالي يقلل من شدة الدوار.
7- الموسيقى البطيئة مع أصوات البيانو
البيانو من أكثر الآلات التي تعطي إحساساً بالهدوء والانسجام.
مقطوعات البيانو المنفردة، خصوصاً تلك التي تعتمد على إيقاعات ثابتة، تقلل من التوتر العصبي وتساعد على تجاوز الأعراض المزعجة لدوار الحركة.
8- موسيقى الأطفال الهادئة
الموسيقى المصممة للأطفال مثل ألحان النوم (Lullabies) قد تكون مفيدة جداً للبالغين أيضاً أثناء السفر.
هذه الألحان البسيطة والمتكررة تساهم في تهدئة الدماغ بشكل سريع، خاصة عند الشعور بالغثيان.
9- الجاز الهادئ (Smooth Jazz)
الجاز السلس أو الهادئ يتميز بنغمات مريحة وإيقاع منتظم، مما يساعد على تحسين تدفق الدم وتهدئة الأعصاب.
لكن يُنصح باختيار المقاطع البطيئة فقط، لأن الجاز السريع قد يزيد من التوتر.
10- الموسيقى الشخصية المفضلة
أحياناً لا توجد موسيقى محددة تناسب الجميع، فالاستماع إلى الأغاني أو الألحان التي يحبها الشخص قد يكون العلاج الأفضل.
العامل النفسي له دور كبير، والموسيقى المفضلة تساعد على رفع المزاج وتشتيت الانتباه عن الأعراض.
كيف تختار الموسيقى المناسبة لك أثناء السفر؟
اختر مقاطع موسيقية بطيئة الإيقاع.
تجنب الأغاني ذات الإيقاعات العالية والمفاجئة.
حمل قائمة تشغيل (Playlist) قبل السفر لتجنب البحث أثناء الحركة.
جرب أكثر من نوع موسيقى لتعرف ما يناسبك أكثر.
استخدم سماعات مريحة وخفيفة حتى لا تسبب ضغطاً إضافياً على الأذن.
الفوائد الإضافية للاستماع إلى الموسيقى أثناء السفر
تقليل التوتر والقلق.
تحسين المزاج العام.
المساعدة على النوم الخفيف في الرحلات الطويلة.
تعزيز التركيز وتخفيف الشعور بالوقت.
نصائح إضافية لتقليل دوار الحركة بجانب الموسيقى
الجلوس في المقاعد الأمامية من السيارة أو بالقرب من الأجنحة في الطائرة.
تثبيت النظر على الأفق أو نقطة ثابتة.
تجنب القراءة أثناء السفر.
شرب كميات كافية من الماء.
تناول وجبات خفيفة قبل الرحلة.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن تزيد بعض أنواع الموسيقى من دوار الحركة؟
نعم، الموسيقى السريعة جداً أو ذات الإيقاعات المتقطعة قد تزيد من القلق وتفاقم الأعراض.
هل يمكن للأطفال الاستفادة من الموسيقى لتخفيف دوار الحركة؟
بالتأكيد، الألحان البسيطة مثل موسيقى الأطفال أو الترانيم القصيرة تكون فعالة جداً لتهدئتهم.
هل الموسيقى بديل عن الأدوية؟
لا، لكنها وسيلة مساعدة طبيعية يمكن أن تقلل الأعراض بشكل كبير وتكمل العلاج الطبي.
دوار الحركة مشكلة شائعة لكنها ليست بلا حل. إلى جانب النصائح الطبية والتغييرات البسيطة في أسلوب السفر، يمكن أن تكون الموسيقى العلاجية وسيلة فعالة وطبيعية لتقليل الأعراض.
الموسيقى الكلاسيكية، موسيقى الطبيعة، التأمل، الجاز الهادئ، والأنغام الشخصية المفضلة كلها خيارات يمكن أن تساعد على جعل الرحلة أكثر راحة وهدوءاً.
الأمر يحتاج فقط إلى اختيار النوع المناسب وتجربته، لتكتشف بنفسك كيف يمكن للنغمات أن تحول تجربة السفر من مزعجة إلى ممتعة.
