الصحة واللياقة

كيف ندمن وسائل التواصل الاجتماعي؟ السر في الهرمونات والإجهاد

كيف ندمن وسائل التواصل الاجتماعي؟ السر في الهرمونات والإجهاد

تُعد وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث نقضي ساعات طويلة في تصفح المحتوى والتفاعل مع الآخرين. لكن هل تساءلت يومًا عن السبب وراء هذا الانجذاب القوي لهذه المنصات؟ يكمن السر في تأثيرها على هرموناتنا واستجابتنا للإجهاد. في هذا المقال، سنستكشف كيف يؤدي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإدمان من خلال تأثيرها على نظامنا الهرموني والتوتر النفسي.​

كيف ندمن وسائل التواصل الاجتماعي؟ السر في الهرمونات والإجهاد
كيف ندمن وسائل التواصل الاجتماعي؟ السر في الهرمونات والإجهاد

ما هو إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟

إدمان وسائل التواصل الاجتماعي هو حالة نفسية تتميز بالاستخدام المفرط وغير المتحكم فيه لهذه المنصات، مما يؤثر سلبًا على الحياة اليومية للفرد. يتجلى هذا الإدمان في الشعور بالحاجة الملحة لتصفح التطبيقات بشكل مستمر، حتى في أوقات غير مناسبة، مثل أثناء العمل أو الدراسة.​

كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الدماغ؟

عند استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي، يتم تحفيز نظام المكافأة في الدماغ، مما يؤدي إلى إفراز هرمون الدوبامين، المعروف بهرمون السعادة. يحدث ذلك عند تلقي الإعجابات والتعليقات والمشاركات، مما يعزز الشعور بالرضا ويشجع على تكرار السلوك. هذا التأثير مشابه لما يحدث في حالات الإدمان الأخرى، حيث يسعى الفرد باستمرار للحصول على هذا الشعور الممتع.​

ما دور هرمون الكورتيزول في الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي؟

بالإضافة إلى الدوبامين، يلعب هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون الإجهاد، دورًا مهمًا في إدمان وسائل التواصل الاجتماعي. عند استخدام هذه المنصات بشكل متكرر، قد يزداد مستوى الكورتيزول في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق. هذا الارتفاع في الكورتيزول يجعل من الصعب على الأفراد التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يصبح الدماغ معتمدًا على هذا النشاط للتعامل مع الإجهاد.​

كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسبب الإجهاد؟

الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات الإجهاد لعدة أسباب:​

المقارنة الاجتماعية: رؤية حياة الآخرين المثالية على هذه المنصات قد تجعل الفرد يشعر بعدم الرضا عن حياته.​

الخوف من فقدان المعلومات (FOMO): الشعور بالقلق من تفويت الأحداث أو الأخبار المهمة يدفع الأفراد إلى التحقق المستمر من تحديثات وسائل التواصل الاجتماعي.​

التحفيز المستمر: التعرض المستمر للإشعارات والمعلومات يمكن أن يرهق الدماغ ويزيد من مستويات التوتر.​

ما هي علامات إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟

تتضمن بعض العلامات التي قد تشير إلى إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ما يلي:​
التحقق المستمر من الهاتف: الشعور بالحاجة إلى التحقق من الإشعارات بشكل متكرر.​

تأثير سلبي على الحياة اليومية: تراجع الأداء في العمل أو الدراسة بسبب الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي.​

القلق عند عدم الوصول إلى الإنترنت: الشعور بالتوتر أو الانزعاج عند عدم القدرة على الوصول إلى هذه المنصات.​

كيف يمكن تقليل الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي؟

لتقليل الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن اتباع الخطوات التالية:​

تحديد أوقات محددة للاستخدام: تخصيص فترات زمنية محددة خلال اليوم لاستخدام هذه المنصات.​

إيقاف الإشعارات: تقليل عدد الإشعارات لتقليل التشتت والانشغال المستمر.​

ممارسة أنشطة بديلة: الانخراط في هوايات أو أنشطة ترفيهية بعيدًا عن الشاشات.​

الاستعانة بالدعم المهني: في الحالات الشديدة، قد يكون من المفيد التحدث إلى مختص نفسي للحصول على المساعدة.​

هل يمكن أن يؤدي إدمان وسائل التواصل الاجتماعي إلى مشكلات صحية؟

نعم، يمكن أن يؤدي إدمان وسائل التواصل الاجتماعي إلى مشكلات صحية مثل:​

اضطرابات النوم: التعرض المستمر للشاشات قبل النوم يمكن أن يؤثر على جودة النوم.​

القلق والاكتئاب: زيادة مستويات التوتر والقلق بسبب المقارنات الاجتماعية والخوف من فقدان المعلومات.​

مشكلات جسدية: مثل آلام الرقبة والظهر نتيجة للوضعيات غير الصحيحة أثناء استخدام الأجهزة.​

كيف يمكن للأهل مساعدة أبنائهم في التعامل مع إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟

يمكن للأهل مساعدة أبنائهم من خلال:​

توعية الأبناء: شرح مخاطر الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي وأهمية التوازن.​

وضع قواعد واضحة: تحديد أوقات محددة لاستخدام الأجهزة والتأكد من الالتزام بها.​

تشجيع الأنشطة البدنية والاجتماعية: حث الأبناء على المشاركة في أنشطة رياضية أو اجتماعية بعيدًا عن الشاشات.​

إدمان وسائل التواصل الاجتماعي هو مشكلة متزايدة في العصر الرقمي، يتأثر بها العديد من الأفراد بسبب تأثير هذه المنصات على هرموناتنا واستجابتنا للإجهاد. من خلال فهم هذه الآليات واتخاذ خطوات عملية، يمكننا تقليل تأثيرها السلبي واستعادة السيطرة على حياتنا الرقمية.​

السابق
خبراء: حالة صحية كامنة وراء الشعور المستمر بالتعب
التالي
لمرضى الكبد.. إليكم هذه النصائح خلال شهر رمضان

اترك تعليقاً