بشرى سارة لأصحاب “الكرش”: قد يحسّن صحة الدماغ!
لطالما ارتبطت دهون البطن، المعروفة أيضًا بالدهون الحشوية، بالعديد من المشاكل الصحية مثل أمراض القلب والسكري. ومع ذلك، كشفت دراسة حديثة عن جانب غير متوقع لهذه الدهون، حيث أشارت إلى أن الدهون الحشوية قد تلعب دورًا إيجابيًا في دعم صحة الدماغ.

ما هي دهون البطن الحشوية؟
الدهون الحشوية هي الدهون التي تتراكم حول الأعضاء الداخلية في منطقة البطن، مثل الكبد والأمعاء. تختلف هذه الدهون عن الدهون تحت الجلد، حيث تكون مخزنة في عمق الجسم وتحيط بالأعضاء الحيوية. تُعتبر زيادة الدهون الحشوية مؤشرًا على مخاطر صحية متعددة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.
العلاقة بين دهون البطن وصحة الدماغ
أجرت جامعة توهو اليابانية دراسة نُشرت في مجلة GeroScience، حيث اكتشف الباحثون أن الدهون الحشوية تفرز بروتينًا يُدعى CX3CL1. يساهم هذا البروتين في الحفاظ على مستويات بروتين آخر يُسمى BDNF، وهو أساسي في عمليات التعلم والذاكرة وتنظيم المزاج. انخفاض مستويات BDNF مرتبط بحالات مثل الاكتئاب والخرف، في حين أن المستويات المرتفعة منه تدعم الوظائف الإدراكية.
كيف تؤثر دهون البطن على صحة الدماغ؟
تشير الدراسة إلى أن الدهون الحشوية لدى الفئران الأصغر سنًا تنتج كميات أكبر من بروتين CX3CL1، مما يساعد في الحفاظ على مستويات صحية من BDNF. ومع تقدم العمر، ينخفض إنتاج هذا البروتين، مما قد يؤدي إلى تدهور الوظائف المعرفية. عندما قلل العلماء من مستويات CX3CL1 لدى الفئران الأصغر سنًا، ظهرت عليها علامات الشيخوخة المعرفية.
هل يمكن لدهون البطن أن تكون مفيدة للدماغ؟
على الرغم من هذه النتائج، يجب التعامل بحذر مع فكرة أن دهون البطن مفيدة. التوازن هو المفتاح، حيث أن زيادة الدهون الحشوية بشكل مفرط لا تزال مرتبطة بمخاطر صحية جسيمة، بما في ذلك أمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان. لذلك، يُنصح بالحفاظ على نسبة معتدلة من الدهون الحشوية من خلال اتباع نمط حياة صحي.
تأثير السمنة على وظائف الدماغ
من جهة أخرى، أظهرت دراسات أن السمنة، خاصة في منطقة البطن، قد تسرّع من شيخوخة الدماغ. وجد الباحثون أن الأشخاص ذوي محيط الخصر العريض ومؤشر كتلة الجسم المرتفع أكثر عرضة للإصابة بقشرة مخية أرق، وهي حالة مرتبطة بانخفاض في وظائف المخ.
دهون البطن والخرف: ما هي العلاقة؟
تشير بعض الدراسات إلى أن تراكم الدهون في منطقة البطن قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف. على سبيل المثال، وجدت دراسة أن النساء في منتصف العمر ذوات محيط خصر يزيد عن 34 بوصة لديهن خطر متزايد للإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.
كيف يمكن تقليل دهون البطن وتعزيز صحة الدماغ؟
للحفاظ على صحة الدماغ وتقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بدهون البطن، يُنصح باتباع الخطوات التالية:
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تساعد التمارين الهوائية مثل المشي والركض على تقليل الدهون الحشوية.
اتباع نظام غذائي متوازن: تناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروتينات الصحية، والحد من السكريات والدهون المشبعة.
الحصول على قسط كافٍ من النوم: النوم الجيد يساهم في تنظيم الهرمونات المرتبطة بالجوع والشبع.
تقليل التوتر: يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى زيادة تراكم الدهون في منطقة البطن.
أسئلة شائعة حول دهون البطن وصحة الدماغ
هل يمكن لدهون البطن أن تحسن الذاكرة؟
تشير بعض الدراسات إلى أن الدهون الحشوية قد تفرز بروتينات تدعم وظائف الدماغ، ولكن يجب تحقيق توازن، حيث أن زيادة الدهون بشكل مفرط قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة العقلية.
ما هي المخاطر الصحية المرتبطة بدهون البطن؟
تزيد دهون البطن من خطر الإصابة بأمراض القلب، السكري، وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى ارتباطها المحتمل بتدهور الوظائف المعرفية.
كيف يمكن قياس نسبة دهون البطن؟
يمكن قياس محيط الخصر باستخدام شريط قياس، ويُعتبر محيط الخصر الذي يزيد عن 102 سم للرجال و88 سم للنساء مؤشرًا على زيادة الدهون الحشوية.
هل تؤثر دهون البطن على الصحة النفسية؟
نعم، زيادة دهون البطن قد ترتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى تأثيرها على الوظائف المعرفية.
ما هو الفرق بين الدهون الحشوية والدهون تحت الجلد؟
الدهون الحشوية تتراكم حول الأعضاء الداخلية وتكون مرتبطة بمخاطر صحية أكبر، في حين أن الدهون تحت الجلد تتواجد تحت الجلد مباشرة وتُعتبر أقل خطورة.
بينما قد تحمل دهون البطن بعض الفوائد المحتملة لصحة الدماغ من خلال إفراز بروتينات داعمة، فإن الحفاظ على توازن صحي وتجنب التراكم المفرط لهذه الدهون يظل أمرًا حيويًا. اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة هو السبيل الأمثل للحفاظ على صحة الدماغ والجسم بالكامل. كما أن المحافظة على وزن صحي وتقليل نسبة الدهون الحشوية يمكن أن يقلل من مخاطر الأمراض المزمنة ويعزز الأداء الإدراكي بشكل عام.
نصائح عملية للحفاظ على صحة الدماغ والحد من دهون البطن
إذا كنت ترغب في الاستفادة من الفوائد المحتملة لدهون البطن دون المخاطر المصاحبة لها، فإليك بعض النصائح العملية للحفاظ على صحة دماغك وتقليل نسبة الدهون الضارة:
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
قم بممارسة التمارين الهوائية مثل المشي، الجري، أو ركوب الدراجة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا.
أضف تمارين المقاومة مثل رفع الأوزان أو تمارين وزن الجسم، حيث تساعد في زيادة الكتلة العضلية وتعزيز معدل الأيض.
اتباع نظام غذائي صحي
ركّز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات، الفواكه، والبقوليات.
قلل من استهلاك السكريات المكررة والدهون المشبعة، حيث تسهم في زيادة الدهون الحشوية.
تناول الدهون الصحية مثل زيت الزيتون، الأفوكادو، والمكسرات، حيث تدعم صحة الدماغ.
الحصول على قسط كافٍ من النوم
تأكد من النوم لمدة 7-9 ساعات يوميًا، حيث يساعد ذلك في تنظيم الهرمونات المتعلقة بالجوع والشبع.
تقليل مستويات التوتر
مارس تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوغا، والتنفس العميق.
قضاء وقت في الطبيعة أو ممارسة هواياتك يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الكورتيزول، وهو الهرمون المرتبط بزيادة الدهون الحشوية.
البقاء نشطًا ذهنيًا
قم بممارسة الأنشطة التي تحفز الدماغ مثل حل الألغاز، تعلم لغة جديدة، أو قراءة الكتب بانتظام.
التفاعل الاجتماعي يمكن أن يساعد أيضًا في تعزيز وظائف الدماغ.
شرب كمية كافية من الماء
الجفاف يمكن أن يؤثر على وظائف الدماغ ويؤدي إلى زيادة الرغبة في تناول الطعام غير الصحي.
بينما تشير بعض الدراسات إلى أن الدهون الحشوية قد تلعب دورًا في دعم صحة الدماغ من خلال إنتاج بروتينات مفيدة، فإن الإفراط في تراكمها قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة الجسدية والعقلية. لذا، من الأفضل الحفاظ على توازن صحي عبر اتباع نمط حياة نشط، وتناول غذاء متوازن، وتقليل التوتر، مما يضمن لك دماغًا نشطًا وجسمًا صحيًا.