عالم أعصاب: الكوابيس تسرّع عملية الشيخوخة!
في اكتشاف مثير ومقلق في آنٍ واحد، حذّر أحد علماء الأعصاب من أن الكوابيس المتكررة قد لا تكون مجرد إزعاج ليلي، بل عاملًا فعليًا يسرّع من وتيرة الشيخوخة العقلية والجسدية. هذا التحذير يأتي في ضوء أبحاث حديثة تشير إلى وجود علاقة وثيقة بين نوعية النوم والصحة العصبية مع التقدم في العمر.
فهل يمكن أن تكون أحلامنا المزعجة مؤشرًا مبكرًا لتدهور المخ؟ وهل تؤثر فعلاً في سرعة تقدمنا في السن؟ لنستعرض التفاصيل.

الكوابيس: أكثر من مجرد حلم مزعج
الكوابيس تُعرَّف على أنها أحلام مزعجة توقظ الشخص من النوم وتشعره بالقلق أو الخوف أو الذعر. وعلى عكس الأحلام العادية، فإن الكوابيس قد تتكرر بانتظام وتُسبب اضطرابًا فعليًا في النوم.
الدراسة الجديدة، التي أشرف عليها أحد علماء الأعصاب البارزين، وجدت أن الأشخاص الذين يعانون من كوابيس مزمنة، خصوصًا في منتصف العمر، قد يكونون أكثر عرضة لتسارع مظاهر الشيخوخة العقلية.
ما العلاقة بين الكوابيس والشيخوخة؟
يشير عالم الأعصاب إلى أن الكوابيس ليست مجرد “عرضًا”، بل مؤشرًا على خلل في بنية الدماغ أو وظيفة النوم، ويمكن تلخيص العلاقة كالآتي:
انقطاع النوم العميق المتكرر
الكوابيس تمنع الشخص من الدخول في مراحل النوم العميق (وخاصة مرحلة النوم المعروفة بـ REM)، وهي ضرورية لإصلاح الخلايا العصبية وتثبيت الذاكرة.
إقرأ أيضا:لديك أرق؟.. إليك “تقنية الجنود” تجعلك تغط في نوم عميق بدقيقتينارتفاع هرمونات التوتر
كل كابوس يثير استجابة “الكر والفر” في الجسم، فيُفرَز الكورتيزول (هرمون التوتر)، ما يؤدي إلى حالة من التوتر المستمر ليلاً ونهارًا، والذي يرتبط بالشيخوخة المبكرة.
تسارع التدهور المعرفي
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من كوابيس متكررة في منتصف العمر قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل الزهايمر والخرف لاحقًا.
إشارات مبكرة لا يجب تجاهلها
عالم الأعصاب ينصح بعدم تجاهل الكوابيس، خصوصًا إذا تكررت بشكل أسبوعي أو أثرت على جودة الحياة. ويعتبرها بمثابة “جرس إنذار بيولوجي” قد يُنذر باختلالات نفسية أو عصبية أعمق.
ما الذي يمكن فعله؟
لحسن الحظ، يمكن تقليل تأثير الكوابيس على الشيخوخة من خلال:
تحسين روتين النوم: النوم في وقت ثابت، وتجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
إدارة التوتر والقلق: عبر التأمل، أو اليوغا، أو العلاج السلوكي المعرفي.
العلاج النفسي: للكشف عن صدمات قد تكون خلف الكوابيس المتكررة.
إقرأ أيضا:منها الامتنان.. عادات صباحية قد تكون أفضل من التأملاستشارة طبيب نوم أو طبيب أعصاب: في حال استمرار المشكلة.
الكوابيس ليست مجرد مشاهد عابرة في ظلام الليل، بل قد تكون إشارات خفية على أن الدماغ يواجه ضغوطًا قد تسرّع من شيخوخته. وبينما لا يمكننا التحكم الكامل في أحلامنا، يمكننا تحسين نمط حياتنا وعادات نومنا لحماية أدمغتنا من التدهور المبكر.