الصحة واللياقة

علاج واعد للوقاية من فقدان البصر لدى مرضى السكري

علاج واعد للوقاية من فقدان البصر لدى مرضى السكري

علاج واعد للوقاية من فقدان البصر لدى مرضى السكري

تُعدّ مشكلة فقدان البصر من أخطر المضاعفات التي تواجه مرضى السكري في مختلف أنحاء العالم. فبحسب الإحصاءات الحديثة، يُعاني ملايين الأشخاص المصابين بالسكري من ضعف في الإبصار أو العمى الجزئي نتيجة التأثيرات السلبية للمرض على شبكية العين. ومع تطور الأبحاث الطبية خلال السنوات الأخيرة، ظهرت آمال جديدة بعد الإعلان عن علاج واعد يمكنه المساعدة في الوقاية من فقدان البصر لدى هذه الفئة من المرضى. هذا المقال يستعرض أهم التفاصيل حول هذا العلاج، وآلية عمله، وأبرز نتائجه، بالإضافة إلى نصائح علمية للحفاظ على صحة العين لدى مرضى السكري.

علاج واعد للوقاية من فقدان البصر لدى مرضى السكري
علاج واعد للوقاية من فقدان البصر لدى مرضى السكري

أولاً: العلاقة بين مرض السكري وفقدان البصر

مرض السكري لا يؤثر فقط على مستويات السكر في الدم، بل تمتد مضاعفاته إلى الأوعية الدموية الدقيقة في الجسم، بما في ذلك الأوعية الموجودة في شبكية العين. هذه الحالة تُعرف باسم “اعتلال الشبكية السكري”، وهي من أكثر الأسباب شيوعاً لفقدان البصر في العالم.
عندما ترتفع مستويات السكر في الدم لفترة طويلة، تتلف جدران الأوعية الدموية في الشبكية، فتبدأ في التسرب أو التورم، مما يؤثر على الإبصار تدريجياً. ومع الوقت، قد تنمو أوعية دموية جديدة غير طبيعية، تسبب نزيفاً داخل العين أو انفصالاً في الشبكية يؤدي إلى العمى الكامل.

إقرأ أيضا:نمط حياة شائع يساوي خطر التدخين على صحتك

ثانياً: لمحة عن العلاج الجديد

خلال السنوات الماضية، كانت الخيارات العلاجية محدودة وتعتمد على الليزر أو الحقن داخل العين أو الجراحة في الحالات المتقدمة. إلا أن العلماء مؤخرًا أعلنوا عن علاج دوائي جديد أثبت فعاليته في الوقاية من تلف الشبكية الناتج عن مرض السكري.
العلاج يعتمد على مادة فعالة تُعرف باسم “VEGF Inhibitor” أو مثبط عامل النمو البطاني الوعائي. هذا العامل هو المسؤول عن تحفيز تكوين أوعية دموية جديدة داخل العين. ومن خلال تعطيله أو تقليل نشاطه، يمكن منع تطور الأوعية غير الطبيعية، وبالتالي تقليل خطر فقدان البصر.

ثالثاً: كيف يعمل العلاج؟

يعتمد هذا الدواء على آلية دقيقة تهدف إلى الحفاظ على توازن تدفق الدم داخل الشبكية دون السماح بتكوّن أوعية جديدة غير مستقرة. يتم حقن الدواء بجرعات محددة داخل العين وفق جدول زمني يحدده الطبيب.
بمجرد امتصاص المادة داخل الأنسجة، تقوم بمنع الإشارات الكيميائية التي تحفّز نمو الأوعية الجديدة. ومع الوقت، تبدأ الأوعية التالفة في الانكماش، ويتحسّن تدفق الأكسجين إلى الشبكية، مما يحافظ على الرؤية ويمنع تفاقم الحالة.

رابعاً: نتائج الدراسات السريرية

نشرت مجلة طبية مرموقة دراسة أجريت على أكثر من 1000 مريض مصاب باعتلال الشبكية السكري. أظهرت النتائج أن نحو 78% من المرضى الذين تلقوا العلاج الجديد لم يتعرضوا لأي تدهور في الرؤية خلال 18 شهراً من المتابعة، مقارنة بنسبة 45% فقط لدى المرضى الذين تلقوا علاجات تقليدية.
كما لاحظ الباحثون أن المرضى الذين بدأوا العلاج في مراحل مبكرة من المرض كانت نتائجهم أفضل بكثير، حيث انخفضت لديهم احتمالات فقدان البصر بنسبة وصلت إلى 85%.

إقرأ أيضا:لمرضى السكري والضغط.. إليكم هذه النصائح خلال رمضان

خامساً: مميزات العلاج الجديد

فعالية عالية في منع تطور تلف الشبكية.

يقلل من الحاجة إلى جلسات الليزر المؤلمة.

يُحسّن من تدفق الدم والأكسجين في العين.

لا يسبب آثاراً جانبية خطيرة عند الالتزام بالجرعات الصحيحة.

يُستخدم أيضاً كوسيلة وقائية للمرضى المعرضين لخطر اعتلال الشبكية في المستقبل.

سادساً: التحديات والقيود

على الرغم من النتائج المبشرة، إلا أن هناك بعض التحديات التي ما زال الباحثون يحاولون التغلب عليها.
منها أن العلاج يتطلب المتابعة المستمرة مع الطبيب وحقن العين على فترات منتظمة، وهو ما قد يكون غير مريح لبعض المرضى.
كذلك، التكلفة العالية للعلاج تجعل من الصعب توفيره على نطاق واسع في بعض الدول النامية.

سابعاً: تطورات جديدة في الأفق

بجانب العلاج القائم على مثبطات عامل النمو، يجري العمل حالياً على تطوير أدوية فموية تعمل بطريقة مشابهة دون الحاجة إلى الحقن داخل العين. كما أن هناك تجارب متقدمة على علاجات جينية تستهدف الخلايا المسؤولة عن تنظيم الأوعية الدموية في الشبكية، بهدف تصحيح الخلل من جذوره.
بعض هذه الدراسات تعتمد على تقنية “CRISPR” للتعديل الجيني، التي تسمح بإصلاح العيوب الوراثية داخل خلايا العين.

ثامناً: نصائح طبية للوقاية من فقدان البصر لدى مرضى السكري

حتى مع وجود علاجات جديدة، تبقى الوقاية هي الأساس. وفيما يلي أهم النصائح التي يوصي بها الأطباء للحفاظ على صحة العين:

إقرأ أيضا:يكافح السرطان.. احذروا نقص الكالسيوم

ضبط مستوى السكر في الدم بانتظام.

قياس ضغط الدم والكوليسترول بصفة دورية.

الإقلاع عن التدخين لأنه يقلل تدفق الدم إلى الشبكية.

تناول غذاء متوازن يحتوي على الخضروات الورقية والأسماك الغنية بالأوميغا 3.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين الدورة الدموية.

مراجعة طبيب العيون مرة واحدة على الأقل كل ستة أشهر.

ارتداء نظارات شمسية لحماية العين من الأشعة فوق البنفسجية.

تاسعاً: التغذية ودورها في حماية العين

الدراسات الحديثة تشير إلى أن بعض العناصر الغذائية تساهم في تقوية شبكية العين مثل:

فيتامين A الموجود في الجزر والبطاطا الحلوة.

فيتامين C الذي يساعد على حماية الأنسجة من الأكسدة.

الزنك والسيلينيوم اللذان يحفزان تجدد الخلايا.

مضادات الأكسدة الموجودة في التوت الأزرق والعنب.
تناول هذه الأغذية بانتظام قد يقلل من خطر الإصابة باعتلال الشبكية بنسبة تصل إلى 30%.

عاشراً: الجانب النفسي وأهمية الدعم

من الضروري إدراك أن فقدان البصر الجزئي أو التهديد به يمكن أن يسبب ضغطاً نفسياً كبيراً على المريض. لذا يُنصح بتقديم الدعم النفسي والتوعية بأهمية العلاج المبكر.
كما يمكن للمريض الانضمام إلى مجموعات دعم تضم مرضى آخرين يشاركون تجاربهم وخبراتهم في التعامل مع المرض.

الأسئلة الشائعة

س: ما هو اعتلال الشبكية السكري؟

ج: هو تلف يصيب الأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة.

س: هل العلاج الجديد يعالج الحالات المتقدمة؟

ج: العلاج فعّال أكثر في المراحل المبكرة من المرض، لكنه قد يحد من تدهور الرؤية حتى في الحالات المتقدمة.

س: هل يمكن الوقاية من فقدان البصر تماماً؟

ج: نعم، من خلال التحكم الجيد في السكر واتباع نمط حياة صحي، يمكن تقليل خطر فقدان البصر بنسبة كبيرة.

س: هل للدواء آثار جانبية خطيرة؟

ج: نادراً ما تظهر آثار جانبية، وغالباً تكون بسيطة مثل احمرار مؤقت أو شعور طفيف بالحكة بعد الحقن.

س: كم مرة يحتاج المريض للحقن؟

ج: يحدد الطبيب الجدول الزمني للعلاج، وغالباً تكون الحقن مرة كل شهرين إلى ثلاثة أشهر في البداية.

إن التقدم العلمي في مجال طب العيون يقدم أملاً حقيقياً لملايين المرضى حول العالم. والعلاج الجديد الذي يعتمد على تثبيط نمو الأوعية الدموية داخل الشبكية يمثل خطوة كبيرة نحو الحد من فقدان البصر الناتج عن مرض السكري.
ومع ذلك، تبقى الوقاية والتحكم في مستويات السكر في الدم والمتابعة الدورية مع الطبيب هي الأساس للحفاظ على البصر.
الوعي، والفحص المبكر، والالتزام بالعلاج هي المفاتيح الثلاثة لحماية العينين من أخطر مضاعفات السكري.

بهذا نكون قد تناولنا بصورة شاملة آخر ما توصلت إليه الأبحاث حول العلاج الواعد الذي يمنح الأمل للوقاية من فقدان البصر لدى مرضى السكري، مع إرشادات ونصائح عملية للحفاظ على صحة العيون.

السابق
دراسة: المشي لـ4000 خطوة يومياً يقلل خطر الوفاة المبكرة لدى النساء
التالي
العمل لساعات طويلة يؤثر على الدماغ بشكل كارثي

اترك تعليقاً