الكالسيوم هو معدن أساسي يلعب دورًا حيويًا في صحة الإنسان، ليس فقط في بناء العظام والأسنان، بل يمتد تأثيره إلى وظائف أخرى حيوية، بما في ذلك مكافحة بعض أنواع السرطان. ومع ذلك، فإن نقص الكالسيوم يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الصحة العامة. في هذا الدليل الشامل، سنستعرض العلاقة بين الكالسيوم والسرطان، ونحذر من مخاطر نقصه، مع التركيز على أحدث الدراسات والأبحاث في هذا المجال.
ما هو دور الكالسيوم في مكافحة السرطان؟
تشير العديد من الدراسات إلى أن الكالسيوم قد يلعب دورًا في تقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. على سبيل المثال، أظهرت دراسة حديثة أن تناول كميات كبيرة من الكالسيوم يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. شملت الدراسة أكثر من 471 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 50 و71 عامًا، ووجدت أن الفئة الأكثر تناولًا للكالسيوم الغذائي هم الأقل عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء.
كيف يمكن لنقص الكالسيوم أن يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان؟
يرتبط نقص الكالسيوم بزيادة مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. على سبيل المثال، وجدت دراسة أن الأشخاص الذين يتناولون كميات منخفضة من الكالسيوم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وأظهرت الدراسة أن استهلاك كميات منخفضة من الكالسيوم (حوالي 401 ملغ يوميًا للنساء و407 ملغ يوميًا للرجال) يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأورام القولون والمستقيم.
ما هي أعراض نقص الكالسيوم التي يجب الحذر منها؟
يمكن أن يؤدي نقص الكالسيوم إلى مجموعة من الأعراض التي قد تؤثر على جودة الحياة. من أبرز هذه الأعراض:
التشنجات العضلية: خاصة في منطقة الظهر والساقين.
الشعور بوخز وخدر: في أصابع اليدين والقدمين وحول الفم.
ضعف العضلات: مما قد يؤدي إلى صعوبة في الحركة.
آلام المفاصل: والتي قد تتطور إلى التهاب المفاصل.
هشاشة العظام: مما يزيد من خطر الكسور.
إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، يُنصح بمراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من مستويات الكالسيوم في الجسم.
ما هي المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم؟
لضمان الحصول على الكميات الكافية من الكالسيوم، يُنصح بتضمين الأطعمة التالية في النظام الغذائي:
منتجات الألبان: مثل الحليب، الجبن، والزبادي.
الخضروات الورقية الداكنة: مثل السبانخ والكرنب.
الأسماك: خاصة السردين والسلمون المعلب مع العظام.
المكسرات والبذور: مثل اللوز وبذور الشيا.
الأطعمة المدعمة: مثل بعض حبوب الإفطار وعصائر الفاكهة المدعمة بالكالسيوم.
هل يجب تناول مكملات الكالسيوم؟
في حين أن الحصول على الكالسيوم من المصادر الغذائية هو الأفضل، قد يحتاج بعض الأشخاص إلى مكملات الكالسيوم، خاصة إذا كانوا غير قادرين على تلبية احتياجاتهم اليومية من خلال الطعام. ومع ذلك، يجب توخي الحذر، حيث أظهرت بعض الدراسات أن تناول مكملات الكالسيوم بجرعات عالية قد يرتبط بزيادة خطر الوفاة نتيجة السرطان. لذلك، يُنصح باستشارة الطبيب قبل البدء في تناول أي مكملات غذائية.
ما هي الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم؟
تختلف احتياجات الكالسيوم اليومية بناءً على العمر والجنس. عمومًا، يُنصح البالغون بتناول حوالي 1000 ملغ من الكالسيوم يوميًا، بينما قد تحتاج النساء فوق سن الخمسين والرجال فوق سن السبعين إلى حوالي 1200 ملغ يوميًا. يُنصح بالحصول على هذه الكميات من المصادر الغذائية الطبيعية قدر الإمكان.
كيف يمكن الوقاية من نقص الكالسيوم؟
للحفاظ على مستويات كافية من الكالسيوم في الجسم والوقاية من نقصه، يُنصح بما يلي:
اتباع نظام غذائي متوازن: يتضمن مصادر غنية بالكالسيوم.
التعرض لأشعة الشمس: لتحفيز إنتاج فيتامين د، الذي يساعد في امتصاص الكالسيوم.
ممارسة النشاط البدني بانتظام: خاصة تمارين الوزن التي تساعد في تعزيز صحة العظام.
تجنب التدخين واستهلاك الكحول: حيث يمكن أن يؤثران سلبًا على امتصاص الكالسيوم وصحة العظام.
هل هناك علاقة بين الكالسيوم وسرطان الثدي؟
تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين تكلسات الثدي وتراكم الكالسيوم فيه وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. قد يكون سبب ذلك إصابة سابقة ببعض أنواع السرطان أو الخراجات. لذلك، عند اكتشاف تكلسات في الثدي، يُنصح بالمتابعة الطبية الدورية لضمان الكشف المبكر عن أي تغيرات قد تشير إلى وجود سرطان.
ما هي الأعراض الجانبية لتناول مكملات الكالسيوم؟
في حين أن مكملات الكالسيوم قد تكون ضرورية لبعض الأشخاص، إلا أن تناولها بجرعات زائدة قد يؤدي إلى بعض المشكلات الصحية، ومنها:
حصوات الكلى: الإفراط في تناول الكالسيوم يمكن أن يؤدي إلى تراكمه في الكلى، مما يزيد من خطر تكوّن الحصوات.
اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل الإمساك، الانتفاخ، والغثيان.
زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب: بعض الدراسات تشير إلى أن الجرعات العالية من مكملات الكالسيوم قد ترتبط بزيادة خطر التكلسات في الشرايين، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
تداخل مع امتصاص المعادن الأخرى: مثل الحديد والزنك، حيث يمكن أن يعيق الكالسيوم امتصاص هذه المعادن إذا تم تناوله بجرعات كبيرة.
الكالسيوم معدن أساسي يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة العظام والأسنان، كما أن له تأثيرات محتملة في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. ومع ذلك، فإن نقصه قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، في حين أن زيادته عن الحد الموصى به قد تكون ضارة. لذا، من المهم تحقيق التوازن في تناول الكالسيوم من مصادره الطبيعية قدر الإمكان، واستشارة الطبيب عند الحاجة إلى مكملات غذائية لضمان الحفاظ على صحة الجسم بشكل عام.