علماء يوصون بـ”تنظيف الدماغ” لتجنّب الخرف.. إليك الطريقة
في إنجاز علمي لافت، حذّر باحثون من أن إهمال ما يُعرف بـ”تنظيف الدماغ” قد يكون من العوامل الصامتة المساهمة في الإصابة بالخرف مع التقدم في العمر.
وبحسب دراسات حديثة نُشرت في دوريات علم الأعصاب، فإن الحفاظ على عملية “غسل الدماغ” بشكل طبيعي ومنتظم يُعد أحد مفاتيح الوقاية من أمراض مثل ألزهايمر والتدهور المعرفي.
فما المقصود بتنظيف الدماغ؟ ولماذا هو مهم؟ وكيف يمكننا دعمه يوميًا بطريقة طبيعية؟
ما هو “تنظيف الدماغ”؟
“تنظيف الدماغ” ليس مصطلحًا مجازيًا، بل يشير إلى عملية حيوية طبيعية تحدث أثناء النوم، يتم فيها إزالة:
الفضلات العصبية
البروتينات السامة المتراكمة (مثل بيتا أميلويد)
نواتج الأيض الضارة من الجهاز العصبي
هذه المهمة تقوم بها شبكة التصريف العصبي المعروفة باسم النظام الجليمفاوي (Glymphatic System)، وهو شبكة من القنوات تحيط بالأوعية الدموية في الدماغ وتقوم بتصفية الفضلات بفعالية.
ما علاقة ذلك بالخرف؟
عند اضطراب وظيفة “تنظيف الدماغ”، تتراكم البروتينات السامة مثل بيتا أميلويد وتاو، وهما مرتبطان بشكل مباشر بمرض ألزهايمر وأمراض الخرف الأخرى.
تشير الأبحاث إلى أن هذه الفضلات تبدأ في التراكم قبل 10–20 عامًا من ظهور الأعراض الإدراكية، ما يجعل تعزيز تنظيف الدماغ وسيلة وقائية بالغة الأهمية.
إقرأ أيضا:الذكاء الاصطناعي يحدد أفضل الطرق لمعالجة الإمساك أثناء الصيامكيف تُعزز تنظيف الدماغ طبيعيًا؟
لحسن الحظ، هناك عادات بسيطة ومثبتة علميًا يمكن أن تُعزز عمل النظام الجليمفاوي وتُحسّن قدرة الدماغ على التخلص من الفضلات:
1. النوم العميق والكافي
النوم هو الوقت الذهبي لعمل النظام الجليمفاوي.
النوم أقل من 6 ساعات يوميًا يعطّل عملية التنظيف العصبي.
يُنصح بالنوم من 7 إلى 9 ساعات في الليل.
معلومة مهمة: النوم على الجانب (وخاصة الجانب الأيسر) يُساعد على تحسين تدفق السائل الدماغي الشوكي.
2. شرب الماء بانتظام
الترطيب الجيد يعزز تدفق السائل الدماغي الشوكي.
الجفاف يضعف كفاءة نظام التنظيف العصبي.
لا تنتظر العطش.. اجعل شرب الماء عادة منتظمة على مدار اليوم.
3. ممارسة الرياضة بانتظام
التمارين المعتدلة (مثل المشي أو السباحة) تُنشّط الدورة الدموية وتُحفّز عملية التنظيف الدماغي.
ممارسة الرياضة 3-5 مرات أسبوعيًا تُقلل خطر الخرف بنسبة تصل إلى 30%.
4. تقليل التوتر المزمن
التوتر يُؤثر سلبًا على جودة النوم، وبالتالي على كفاءة تنظيف الدماغ.
جرّب التأمل، التنفس العميق، أو اليوغا لتحسين الصحة الذهنية.
5. الحد من الكحول والكافيين في المساء
الكحول يُضعف عمل النظام الجليمفاوي.
إقرأ أيضا:تحذير للمصريين.. كفوا عن تناول الشاي بعد الأكلالكافيين في الليل يُؤثر على النوم ويمنع الدخول في مراحل النوم العميق.
6. التعرّض للضوء الطبيعي صباحًا
يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية.
إقرأ أيضا:منها ضعف العظام.. 6 آثار جانبية خفية لمكملات فيتامين “D”يحسّن جودة النوم ليلاً، مما يدعم تنظيف الدماغ.
ض
أدمغتنا تمتلك نظامًا مذهلًا لتنظيف نفسها من السموم والفضلات، ولكن هذا النظام يعتمد بشكل أساسي على نمط حياتنا.
وما نفعله كل يوم – من طريقة نومنا، إلى ما نأكله ونشربه، وكيف نتعامل مع التوتر – يحدد مدى قدرة دماغنا على البقاء شابًا وصحيًا.
ولعل أهم دروس العلم الحديث هو:
“صحة الدماغ تبدأ من النوم العميق، لا من الأدوية المتأخرة.”
فابدأ اليوم بدعم دماغك.. بالنوم، بالحركة، وبشرب الماء. فقد تكون هذه هي أبسط طريقة لتجنّب الخرف في المستقبل.
