الإفراط في تناول المكملات الغذائية قد يصيب بالسرطان

الإفراط في تناول المكملات الغذائية قد يصيب بالسرطان: تحذيرات طبية من مخاطر الجرعات الزائدة

أصبحت المكملات الغذائية جزءًا شائعًا من نمط الحياة الصحي للكثيرين، حيث يلجأ إليها البعض لتعويض نقص الفيتامينات أو لدعم المناعة والطاقة. ومع انتشار الترويج لها على نطاق واسع، بدأت تظهر تحذيرات من مخاطر الإفراط في تناولها، خاصة بدون استشارة طبية. فقد كشفت دراسات علمية حديثة أن الاستهلاك الزائد لبعض المكملات الغذائية، بدلاً من أن يكون مفيداً، قد يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.

المكملات الغذائية: ما هي؟

المكملات الغذائية هي منتجات تحتوي على فيتامينات، معادن، أعشاب، أحماض أمينية، أو مواد أخرى تهدف إلى تحسين الصحة أو تعويض النقص الغذائي. ورغم فوائدها المؤكدة في بعض الحالات، إلا أن تناولها بشكل مفرط أو عشوائي قد يسبب نتائج عكسية وخطيرة على المدى الطويل.

دراسات تربط بين المكملات والسرطان

أظهرت دراسات متعددة، أبرزها دراسة نُشرت في Journal of the National Cancer Institute، أن الجرعات العالية من بعض الفيتامينات مثل فيتامين E، وبيتا كاروتين، وحمض الفوليك، قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، خاصة عند تناولها لفترات طويلة أو بجرعات تتجاوز الموصى بها.

على سبيل المثال:

تناول جرعات زائدة من بيتا كاروتين (الموجود في مكملات فيتامين A) مرتبط بزيادة خطر سرطان الرئة لدى المدخنين.

الجرعات العالية من فيتامين E قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

الإفراط في حمض الفوليك يمكن أن يسرّع من نمو الخلايا السرطانية في حال وجود خلايا غير طبيعية في الجسم.

لماذا يحدث ذلك؟

الفيتامينات والمعادن ضرورية للجسم بكميات معتدلة، لكن عند تناولها بكميات كبيرة:

قد تتحول من مواد مضادة للأكسدة إلى مؤيدة للأكسدة، مما يزيد من تلف الخلايا.

تؤثر على آليات انقسام الخلايا، وتُحفّز نمو خلايا غير طبيعية.

تُربك توازن الجسم الكيميائي وتضعف مناعته الطبيعية في مقاومة الأورام.

الاستخدام الآمن للمكملات الغذائية

لتجنب مخاطر المكملات، ينصح الأطباء بـ:

عدم تناول أي مكمل دون استشارة طبية، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة.

الالتزام بالجرعة اليومية الموصى بها، وعدم الزيادة ظنًا أن “الكمية الأكبر تعني فائدة أكبر”.

الاعتماد أولاً على النظام الغذائي المتوازن للحصول على العناصر الغذائية، وليس على الحبوب والعبوات الجاهزة.

إجراء تحاليل دورية لتحديد ما إذا كان هناك نقص حقيقي يستدعي التدخل.

المكملات الغذائية ليست خالية من المخاطر كما يُروج لها، بل قد تكون سيفًا ذا حدين. ففي حين أن استخدامها الصحيح يساعد على تعزيز الصحة، فإن الإفراط في تناولها، خاصة من دون إشراف طبي، قد يؤدي إلى نتائج خطيرة، منها زيادة خطر الإصابة بأنواع من السرطان. الاعتدال والتوجيه العلمي هما السبيل الأضمن للحفاظ على صحة الجسم وسلامته.