الصحة واللياقة

عكس الشائع.. الكوليسترول “الجيد” ربما لا يكون جيدًا على الإطلاق!

عكس الشائع.. الكوليسترول "الجيد" ربما لا يكون جيدًا على الإطلاق!

عكس الشائع: الكوليسترول “الجيد” قد لا يكون جيدًا على الإطلاق!

لطالما اعتُبر الكوليسترول “الجيد” (HDL) عنصرًا حيويًا في حماية القلب والأوعية الدموية، حيث يُساهم في إزالة الكوليسترول “الضار” (LDL) من الشرايين. ومع ذلك، أظهرت دراسات حديثة أن هذا التصور قد لا يكون دقيقًا تمامًا، وأن المستويات المرتفعة من الكوليسترول “الجيد” قد ترتبط بمخاطر صحية غير متوقعة.

عكس الشائع.. الكوليسترول "الجيد" ربما لا يكون جيدًا على الإطلاق!
عكس الشائع.. الكوليسترول “الجيد” ربما لا يكون جيدًا على الإطلاق!

ما هو الكوليسترول “الجيد” (HDL)؟

الكوليسترول هو مادة دهنية ضرورية للعديد من وظائف الجسم، بما في ذلك بناء الخلايا وإنتاج الهرمونات. يتم نقل الكوليسترول في الدم بواسطة نوعين رئيسيين من البروتينات الدهنية:

البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL): يُعرف بالكوليسترول “الضار” لأنه يمكن أن يتراكم في جدران الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL): يُعرف بالكوليسترول “الجيد” لأنه يساعد في إزالة الكوليسترول الضار من الدم، مما يقلل من تراكمه في الشرايين.

هل الكوليسترول “الجيد” مفيد دائمًا؟

على الرغم من الفوائد المعروفة للكوليسترول “الجيد”، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن المستويات المرتفعة جدًا منه قد لا تكون مفيدة كما كان يُعتقد سابقًا. ففي دراسة نُشرت في مجلة “Ophthalmology” البريطانية، توصل الباحثون إلى أن المستويات المرتفعة من الكوليسترول “الجيد” قد تزيد من خطر الإصابة بالغلوكوما، وهي حالة غير قابلة للشفاء تؤدي إلى فقدان البصر.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت دراسة أخرى إلى أن الكوليسترول “الجيد” قد لا يكون فعالًا بالدرجة ذاتها في التنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب لدى البالغين ذوي الخلفيات العرقية والإثنية المختلفة. فقد كشفت الدراسة أن المستويات المنخفضة من HDL لم تكن مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بين الأفراد من أصول أفريقية، مما يشير إلى أن الفوائد المحتملة للكوليسترول “الجيد” قد تختلف بين المجموعات العرقية.

كيف يمكن قياس مستويات الكوليسترول في الجسم؟

لمعرفة مستويات الكوليسترول في الجسم، يُنصح بإجراء فحص دم يُسمى “تحليل الدهون الكامل” أو “لوحة الدهون”. يقيس هذا الفحص:

الكوليسترول الكلي: إجمالي كمية الكوليسترول في الدم، بما في ذلك LDL وHDL.

الكوليسترول الضار (LDL): المستويات المرتفعة منه تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

الكوليسترول الجيد (HDL): المستويات المرتفعة منه كانت تُعتبر مؤشرًا جيدًا لصحة القلب، ولكن الأبحاث الحديثة تُظهر تعقيدات أكثر في هذا السياق.

الدهون الثلاثية (Triglycerides): نوع آخر من الدهون في الدم، والمستويات المرتفعة منها قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

ما هي النسب المثالية لمستويات الكوليسترول؟

تُعتبر المستويات المثالية للكوليسترول كما يلي:

الكوليسترول الكلي: أقل من 200 ملغ/دل.

الكوليسترول الضار (LDL): أقل من 100 ملغ/دل.

الكوليسترول الجيد (HDL): أكثر من 60 ملغ/دل.

الدهون الثلاثية: أقل من 150 ملغ/دل.

ومع ذلك، يجب مراعاة أن هذه القيم قد تختلف بناءً على العمر، الجنس، والتاريخ الصحي للفرد. لذلك، من المهم استشارة الطبيب لتحديد الأهداف المناسبة لكل شخص.

كيف يمكن الحفاظ على مستويات صحية من الكوليسترول؟

للحفاظ على مستويات صحية من الكوليسترول، يُنصح باتباع الخطوات التالية:

اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة، والحد من تناول الدهون المشبعة والمتحولة.

ممارسة النشاط البدني بانتظام: ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع يمكن أن تساعد في تحسين مستويات الكوليسترول.

الحفاظ على وزن صحي: زيادة الوزن يمكن أن تؤثر سلبًا على مستويات الكوليسترول، لذا يُنصح بالحفاظ على وزن مناسب.

الإقلاع عن التدخين: التدخين يقلل من مستويات الكوليسترول الجيد ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

الحد من استهلاك الكحول: تناول الكحول بكميات كبيرة يمكن أن يزيد من مستويات الدهون الثلاثية ويؤثر على الكوليسترول.

هل يجب القلق من المستويات المرتفعة للكوليسترول “الجيد”؟

على الرغم من أن المستويات المرتفعة من الكوليسترول “الجيد” كانت تُعتبر مؤشرًا إيجابيًا لصحة القلب، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن هذا قد لا يكون صحيحًا في جميع الحالات. لذلك، من المهم عدم التركيز فقط على مستويات HDL، بل يجب النظر إلى الصورة الكاملة لصحة القلب، بما في ذلك مستويات الكوليسترول الضار، الدهون الثلاثية، والعوامل الأخرى مثل ضغط الدم ونمط الحياة.

في حين أن الكوليسترول “الجيد” يلعب دورًا مهمًا في صحة القلب، إلا أن المستويات المرتفعة جدًا منه قد لا تكون مفيدة كما كان يُعتقد سابقًا، بل قد ترتبط بمخاطر صحية غير متوقعة. لذلك، يُنصح بمراقبة مستويات الكوليسترول بشكل شامل وليس التركيز فقط على HDL باعتباره عنصرًا إيجابيًا دون النظر إلى العوامل الأخرى.

إذا كنت قلقًا بشأن مستويات الكوليسترول لديك، فمن الأفضل استشارة طبيب متخصص لإجراء الفحوصات اللازمة وتقييم حالتك الصحية بناءً على عوامل متعددة، وليس مجرد الاعتماد على معيار واحد مثل ارتفاع الكوليسترول “الجيد”. يعتمد الحفاظ على صحة القلب على نمط حياة متوازن يشمل التغذية السليمة، النشاط البدني المنتظم، وتجنب العادات الضارة مثل التدخين وتناول الدهون غير الصحية.

السابق
الذكاء الاصطناعي يتفوق على الجراحين في كتابة التقارير الطبية
التالي
“القيلولة” تمنح الدماغ قدرات هائلة وتعزز القدرة على حل المشاكل

اترك تعليقاً