فوائد محتملة للقهوة في الوقاية من السكري من النوع الثاني
في السنوات الأخيرة، أصبح موضوع العلاقة بين القهوة والصحة محورًا للعديد من الدراسات العلمية. ومن بين أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام، هو الدور المحتمل للقهوة في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو النوع الأكثر شيوعًا والذي يرتبط غالبًا بنمط الحياة والتقدم في السن.
فهل يمكن حقًا أن يكون فنجان القهوة اليومي أكثر من مجرد وسيلة للاستيقاظ؟ إليك الإجابة.

لمحة عن السكري من النوع الثاني
السكري من النوع الثاني يحدث عندما تصبح خلايا الجسم مقاومة للأنسولين أو لا تنتجه بكفاءة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. وتزداد احتمالية الإصابة به مع:
السمنة وقلة النشاط البدني.
العوامل الوراثية.
التقدم في العمر.
النظام الغذائي غير المتوازن.
القهوة ودورها في تقليل خطر السكري
أشارت العديد من الدراسات الوبائية والتحليلية إلى أن شرب القهوة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30% لدى من يشربون القهوة بانتظام مقارنةً بمن لا يشربونها.
كيف تعمل القهوة على تقليل خطر السكري؟
رغم أن السبب الدقيق لا يزال قيد البحث، إلا أن هناك عدة آليات يُعتقد أنها تلعب دورًا في هذا التأثير:
إقرأ أيضا:بحسب العلماء.. القهوة بدون كافيين مشروب منبّه مثل غيرها1. تحسين حساسية الجسم للأنسولين
القهوة تحتوي على مركبات مثل حمض الكلوروجينيك (Chlorogenic acid) الذي يساعد في:
تنظيم امتصاص الجلوكوز.
تقليل مقاومة الجسم للأنسولين.
2. تأثير مضاد للأكسدة
تحتوي القهوة على مضادات أكسدة قوية تحمي الخلايا من الالتهاب والإجهاد التأكسدي، وهما عاملان رئيسيان في تطور السكري.
3. تحسين عمليات الأيض
شرب القهوة يزيد من معدل الأيض، مما يساعد الجسم على استخدام الطاقة بشكل أفضل وتقليل تخزين الدهون.
4. تحفيز إفراز بعض الهرمونات
الكافيين يُعتقد أنه يحفز إفراز بعض الهرمونات التي تساهم في تحسين استجابة الجسم للسكر.
قهوة بالكافيين أم منزوعة الكافيين؟
المثير في بعض الدراسات أن كلا النوعين – بالكافيين ومنزوعة الكافيين – أظهرا تأثيرًا وقائيًا ضد السكري، مما يشير إلى أن الفوائد لا تتعلق فقط بالكافيين، بل بمجموعة مركبات أخرى موجودة في القهوة.
اعتبارات مهمة
رغم هذه الفوائد، يجب مراعاة الآتي:
لا يُنصح بالإفراط في شرب القهوة (يفضل 2–4 أكواب يوميًا).
يجب تقليل أو تجنب الإضافات مثل السكر والكراميل والكريمة الثقيلة، لأنها قد ترفع من خطر الإصابة بالسكري بدلًا من الوقاية منه.
القهوة ليست بديلًا عن نمط الحياة الصحي، بل هي مكمل له.
إقرأ أيضا:5 أطعمة غنية بالكالسيوم تناسب النظام الغذائي النباتيتشير الأدلة المتزايدة إلى أن القهوة يمكن أن تكون حليفًا مفيدًا في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بفضل مكوناتها النشطة بيولوجيًا. لكن، من المهم أن تُستهلك ضمن نمط حياة متوازن يشمل تغذية صحية، نشاطًا بدنيًا منتظمًا، وتحكمًا بالوزن.
إذا كنت من محبي القهوة، فاستمتع بها — ولكن بحكمة. وقد تكون فنجانك الصباحي خطوة بسيطة نحو حياة صحية وخالية من السكري.