الصحة واللياقة

“الصحة العالمية” ترد على ترامب: لا صلة مثبتة بين الباراسيتامول والتوحد

"الصحة العالمية" ترد على ترامب: لا صلة مثبتة بين الباراسيتامول والتوحد

“الصحة العالمية” ترد على ترامب: لا صلة مثبتة بين الباراسيتامول والتوحد

في السنوات الأخيرة، تزايد الجدل حول علاقة بعض الأدوية الشائعة بأمراض معقدة مثل التوحد، وكان آخرها تصريحات مثيرة للجدل أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تحدث فيها عن احتمال وجود صلة بين استخدام دواء الباراسيتامول والتوحد لدى الأطفال. هذه التصريحات أثارت ردود فعل واسعة من جانب الأطباء والباحثين، ودعت منظمة الصحة العالمية إلى التدخل لتوضيح الحقائق العلمية بشكل رسمي، إذ أكدت أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل مثبت يربط بين الباراسيتامول والتوحد.

في هذا المقال سنستعرض تفاصيل القصة، بداية من تصريحات ترامب، مرورًا بردود الخبراء، وصولًا إلى موقف منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى استعراض أهم الحقائق العلمية حول الباراسيتامول، والاستخدام الآمن له، وما يقوله العلم عن التوحد.

"الصحة العالمية" ترد على ترامب: لا صلة مثبتة بين الباراسيتامول والتوحد
“الصحة العالمية” ترد على ترامب: لا صلة مثبتة بين الباراسيتامول والتوحد

ما هو الباراسيتامول؟

الباراسيتامول، المعروف أيضًا باسم “أسيتامينوفين”، يعد من أكثر الأدوية استخدامًا حول العالم لتخفيف الألم وخفض الحرارة. يُستخدم منذ عقود لعلاج الصداع، آلام الأسنان، آلام العضلات، ونزلات البرد. وبفضل فعاليته وأمانه النسبي، يُعتبر خيارًا أوليًا للبالغين والأطفال، حتى للنساء الحوامل في حالات معينة.

تصريحات ترامب المثيرة للجدل

خلال إحدى المناسبات العامة، تحدث الرئيس السابق دونالد ترامب عن شكوكه بشأن سلامة الباراسيتامول، مشيرًا إلى أن هناك احتمالية أن يكون الدواء مرتبطًا بزيادة معدلات التوحد عند الأطفال. ورغم أن حديثه لم يكن مدعومًا بدراسات أو أدلة علمية موثوقة، إلا أن هذه التصريحات سرعان ما انتشرت على نطاق واسع، وأثارت جدلاً كبيرًا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

إقرأ أيضا:للإفراط بشرب القهوة السوداء آثار جانبية خطيرة.. إليك بعضها

رد منظمة الصحة العالمية

لم يتأخر رد منظمة الصحة العالمية على هذه المزاعم، حيث أوضحت في بيان رسمي أن الادعاءات التي تربط بين تناول الباراسيتامول والتوحد لا تستند إلى أي دليل علمي مثبت حتى الآن. وأكدت المنظمة أن الباراسيتامول يعتبر دواءً آمنًا عند استخدامه وفقًا للجرعات الموصى بها، ولا توجد توصيات طبية أو بحثية تحذر من تناوله بسبب مخاوف تتعلق بالتوحد.

وأضافت المنظمة أن مثل هذه التصريحات غير المبنية على حقائق قد تثير القلق والارتباك بين الناس، وربما تدفع البعض إلى تجنب استخدام الدواء، ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية أكبر، خصوصًا في حالات الأطفال الذين يحتاجون لتخفيف الألم أو خفض الحرارة.

ماذا يقول العلم عن العلاقة بين الباراسيتامول والتوحد؟

حتى الآن، لم تُثبت أي دراسة علمية موثوقة وجود علاقة مباشرة بين تناول الباراسيتامول أثناء الحمل أو الطفولة وبين الإصابة بالتوحد. بعض الأبحاث المحدودة حاولت دراسة هذا الموضوع، لكنها لم تصل إلى نتائج حاسمة. وغالبًا ما تظل مثل هذه الدراسات في إطار الملاحظات الأولية التي تتطلب المزيد من البحث لتأكيدها أو نفيها.

التوحد مرض معقد ومتعدد العوامل، يرجح الأطباء أن أسبابه تتداخل بين العوامل الجينية والبيئية، لكن ربطه بدواء محدد مثل الباراسيتامول دون أدلة قوية يُعد أمرًا غير علمي.

لماذا يكثر الجدل حول أدوية مثل الباراسيتامول؟

أحد الأسباب الرئيسية لهذا الجدل أن الباراسيتامول من أكثر الأدوية انتشارًا، حيث يستخدمه ملايين الأشخاص يوميًا. لذا فإن أي شائعة تتعلق به تُثير اهتمامًا واسعًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن مرض التوحد يظل غامضًا من حيث أسبابه، مما يجعله موضوعًا خصبًا للشائعات والفرضيات غير المثبتة.

إقرأ أيضا:بينها الشوفان.. 4 أطعمة قد تساعد في تحسين الكولسترول

الباراسيتامول: الفوائد والاستخدام الآمن

يستخدم كمسكن للألم وخافض للحرارة.

مناسب للبالغين والأطفال عند الالتزام بالجرعة الموصى بها.

يُعتبر بديلًا آمنًا للعديد من المسكنات الأخرى التي قد تسبب آثارًا جانبية على المعدة أو الكلى.

يستخدم بكثرة أثناء الحمل، لكن دائمًا بعد استشارة الطبيب.

الآثار الجانبية للباراسيتامول

رغم أمانه النسبي، إلا أن الاستخدام المفرط للباراسيتامول قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، أهمها:

تلف الكبد عند تناول جرعات عالية أو لفترات طويلة.

تفاعلات مع أدوية أخرى.

نادرًا ما يسبب حساسية أو طفح جلدي.

لهذا تؤكد الجهات الطبية دائمًا على الالتزام بالجرعة المقررة وعدم تجاوزها.

ما هو التوحد؟

التوحد، أو اضطراب طيف التوحد (ASD)، هو حالة عصبية تطورية تؤثر على التواصل والسلوك. يظهر عادة في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، ويختلف في شدته من حالة لأخرى. تشمل أعراضه:

صعوبات في التواصل اللفظي وغير اللفظي.

سلوكيات متكررة أو نمطية.

صعوبة في التكيف مع التغيرات.

اهتمامات محدودة أو غير معتادة.

لا يوجد علاج شافٍ للتوحد حتى الآن، لكن التدخل المبكر من خلال برامج العلاج السلوكي والتعليم الخاص يساعد على تحسين مهارات الطفل بشكل ملحوظ.

إقرأ أيضا:بينها الرياضة.. نصائح للحصول على نوم جيد ليلاً

خطر التصريحات غير المبنية على الأدلة

تصريحات مثل تلك التي أطلقها ترامب لا تُعتبر مجرد آراء شخصية، بل قد تؤثر على سلوكيات ملايين الأشخاص حول العالم. حينما يتجنب الأهل استخدام دواء أساسي مثل الباراسيتامول خوفًا من التوحد، قد يعرضون أطفالهم لمضاعفات صحية مثل ارتفاع الحرارة أو الألم غير المُعالج.

لذلك شددت منظمة الصحة العالمية على أهمية الاعتماد على الأدلة العلمية في توجيه الرأي العام، وأن القرارات الصحية يجب أن تُبنى على أبحاث موثوقة وليس على تصريحات سياسية.

الباراسيتامول دواء أساسي وفعال وآمن عند استخدامه بشكل صحيح، ولا توجد أي أدلة علمية تربطه بالإصابة بالتوحد. تصريحات ترامب حول هذا الموضوع أثارت جدلًا واسعًا، لكن منظمة الصحة العالمية أكدت بشكل قاطع أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.

يبقى التوحد مرضًا معقدًا لا يزال البحث العلمي مستمرًا لفهم أسبابه بشكل أعمق، لكن ربطه بدواء شائع وضروري مثل الباراسيتامول قد يؤدي إلى أضرار صحية ومخاوف غير مبررة.

المجتمع بحاجة إلى وعي صحي يعتمد على الأدلة والحقائق العلمية، بعيدًا عن الشائعات والجدل السياسي، لضمان سلامة الناس وحمايتهم من القرارات الصحية الخاطئة.

السابق
5 عادات يومية يمكن أن تُسبب نوبات قلبية
التالي
أسرار نظام غذائي لعلاج التهاب المفاصل

اترك تعليقاً