علاج جديد للسكري يؤخر ظهور الأعراض لسنوات.. أمل جديد لمرضى النوع الأول
في خطوة طبية تُبشر بثورة في مجال علاج مرض السكري من النوع الأول، أعلن باحثون عن علاج جديد يُمكنه تأخير ظهور أعراض المرض لعدة سنوات، مما يمنح المرضى فرصة للعيش دون الحاجة اليومية للأنسولين لفترة طويلة. ويُعد هذا الإنجاز تحولًا مهمًا في نهج التعامل مع السكري، من التركيز على العلاج إلى التركيز على الوقاية وتأخير تطور المرض.

ما هو مرض السكري من النوع الأول؟
السكري من النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، ما يؤدي إلى توقف إنتاجه بالكامل. ويمثل هذا النوع قرابة 5-10% من حالات السكري، وغالبًا ما يُصيب الأطفال والشباب.
المشكلة الكبرى في هذا المرض هي أنه يتطور بصمت، ولا تظهر أعراضه (مثل العطش الزائد، التبول المفرط، ونقص الوزن) إلا بعد تدمير معظم خلايا بيتا في البنكرياس.
ما الجديد في هذا العلاج؟
العلاج الجديد يُعرف باسم “تيبليزوماب” (Teplizumab)، وهو عبارة عن دواء مناعي يُستخدم عبر الحقن الوريدي، وقد حصل مؤخرًا على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كأول علاج يُؤخر الإصابة الفعلية بالسكري من النوع الأول.
إقرأ أيضا:7 عادات في استخدام الهواتف الذكية.. تعزز قوة الدماغفي الدراسات السريرية، وُجد أن تيبليزوماب يمكنه تأخير ظهور أعراض المرض لمدة تصل إلى عامين إلى خمس سنوات لدى الأشخاص المعرضين للإصابة والذين تظهر لديهم علامات مبكرة في تحاليل الدم.
كيف يعمل التيبليزوماب؟
يُعد تيبليزوماب نوعًا من الأجسام المضادة أحادية النسيلة.
يعمل عن طريق تهدئة استجابة الجهاز المناعي، ومنعه من مهاجمة خلايا البنكرياس.
يُبطئ عملية التدمير الذاتي للخلايا المنتجة للأنسولين.
لا يعالج المرض نهائيًا، لكنه يؤخر الحاجة إلى العلاج بالأنسولين.
لمن يُعطى هذا العلاج؟
العلاج مخصص للأشخاص الذين:
لديهم تاريخ عائلي لمرض السكري من النوع الأول.
ظهرت لديهم أجسام مضادة ذاتية في الدم تشير إلى بداية مهاجمة خلايا البنكرياس.
لم تظهر عليهم أعراض واضحة بعد (أي في مرحلة ما قبل السكري النوع الأول).
ما أهمية هذا الاكتشاف؟
كسب وقت ثمين لتأخير استخدام الإنسولين اليومي.
إبطاء تقدم المرض مما يحسن جودة الحياة للمريض.
تقليل مضاعفات السكري التي تتراكم مع الزمن.
منح الأهل والمرضى وقتًا أطول للتأقلم النفسي مع التشخيص.
تحديات يجب مراعاتها
العلاج يُعطى عبر التسريب الوريدي على مدار 14 يومًا.
التكلفة مرتفعة حاليًا وقد تكون عائقًا.
إقرأ أيضا:لذاكرة حديدية.. 7 مهارات يستخدمها أبطال العالميتطلب فحوصات مبكرة للكشف عن وجود الأجسام المضادة في الجسم.
لا يعالج جميع المرضى بنفس الفعالية، وتختلف النتائج حسب الحالة الجينية والمناعية.
ما التالي؟
يعمل الباحثون حاليًا على تطوير نسخ أكثر تطورًا من هذا النوع من العلاج، كما تُجرى تجارب سريرية لاستخدام تيبليزوماب لدى الأطفال المعرضين للسكري في سن مبكرة، بهدف إيقاف المرض قبل بدايته.
إقرأ أيضا:دراسة تتحدث عن صلة بين مرض باركنسون وملاعب الغولفكما تُبذل جهود لتوفير فحوصات جماعية مبكرة، للكشف عن الأجسام المضادة المناعية، مما قد يُتيح علاجًا وقائيًا قبل تطور المرض.
يمثل علاج تيبليزوماب أملًا حقيقيًا في تغيير مجرى حياة مرضى السكري من النوع الأول، من خلال تأخير الأعراض لسنوات وتحسين جودة الحياة. وعلى الرغم من أن العلاج لا يُعتبر “شفاءً تامًا”، إلا أنه خطوة كبيرة نحو الوقاية المناعية والطب الاستباقي، ويُظهر كيف يُمكن للتطور العلمي أن يغيّر حياة ملايين المرضى حول العالم.
أمل جديد يُعيد ترتيب خارطة السكري.. من التشخيص إلى التوقع والمواجهة المبكرة.
