الصحة واللياقة

السكري بنوعيه.. ومخاطر الإصابة بالنوبة القلبية

السكري بنوعيه.. ومخاطر الإصابة بالنوبة القلبية

يُعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم، ويُشكِّل تحديًا صحيًا كبيرًا نظرًا لمضاعفاته المتعددة، خاصةً فيما يتعلق بصحة القلب. يُقسَّم السكري إلى نوعين رئيسيين: النوع الأول والنوع الثاني، وكلاهما يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية. في هذا الدليل الشامل، سنستعرض العلاقة بين نوعي السكري ومخاطر النوبات القلبية.​

السكري بنوعيه.. ومخاطر الإصابة بالنوبة القلبية
السكري بنوعيه.. ومخاطر الإصابة بالنوبة القلبية

ما هو الفرق بين النوع الأول والنوع الثاني من السكري؟

النوع الأول من السكري هو حالة مناعية ذاتية يهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، مما يؤدي إلى نقص حاد في إنتاج الأنسولين. عادةً ما يتم تشخيص هذا النوع في سن مبكرة، ويحتاج المرضى إلى حقن الأنسولين يوميًا للبقاء على قيد الحياة.​

أما النوع الثاني من السكري، فيُعتبر أكثر شيوعًا ويرتبط بمقاومة الجسم للأنسولين أو عدم كفاية إنتاجه. غالبًا ما يرتبط هذا النوع بعوامل نمط الحياة مثل السمنة وقلة النشاط البدني، ويمكن إدارته من خلال تغييرات في نمط الحياة والأدوية الفموية أو حقن الأنسولين عند الحاجة.​

كيف يزيد السكري من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية؟

يُعتبر مرض السكري عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية. ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية والأعصاب التي تتحكم في القلب. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يرتبط السكري بعوامل خطر أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، والسمنة، والتي تزيد جميعها من احتمالية الإصابة بنوبة قلبية.​

هل هناك اختلاف في مخاطر النوبات القلبية بين النوعين الأول والثاني من السكري؟

أظهرت دراسة حديثة أن مرضى السكري من النوع الأول لديهم مخاطر أقل للإصابة بأحداث قلبية وعائية مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية مقارنة بمرضى السكري من النوع الثاني. تُسلِّط هذه الدراسة الضوء على الاختلافات الأساسية بين الحالتين وتقدم رؤى يمكن أن توجه العلاجات المستقبلية. ​

ما هي أعراض النوبة القلبية لدى مرضى السكري؟

قد تكون أعراض النوبة القلبية لدى مرضى السكري أقل وضوحًا مقارنة بغيرهم، وذلك بسبب تلف الأعصاب الناتج عن ارتفاع مستويات السكر في الدم. تشمل الأعراض الشائعة:​

ألم أو ضغط في الصدر.​
ضيق في التنفس.​
تعرق مفرط.​
غثيان أو قيء.​
دوخة أو إغماء.​
نظرًا لعدم وضوح الأعراض، قد يتأخر التشخيص والعلاج، مما يزيد من خطورة الحالة.​

كيف يمكن لمرضى السكري الوقاية من النوبات القلبية؟

للحفاظ على صحة القلب وتقليل مخاطر النوبات القلبية، يُنصح مرضى السكري باتباع الإرشادات التالية:

السيطرة على مستويات السكر في الدم: المحافظة على مستويات السكر ضمن النطاق المستهدف يقلل من تلف الأوعية الدموية والأعصاب.​

مراقبة ضغط الدم والكوليسترول: ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول يزيدان من مخاطر النوبات القلبية. يجب فحصهما بانتظام وتناول الأدوية الموصوفة عند الحاجة.​

اتباع نظام غذائي صحي: تناول نظام غذائي غني بالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، والحد من الدهون المشبعة والسكريات المضافة.​

ممارسة النشاط البدني بانتظام: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد في تحسين صحة القلب والتحكم في الوزن.​

الإقلاع عن التدخين: التدخين يزيد من مخاطر أمراض القلب. الإقلاع عنه يحسن صحة القلب بشكل كبير.​

الحد من استهلاك الكحول: شرب الكحول يمكن أن يرفع ضغط الدم ومستويات الدهون الثلاثية، مما يزيد من مخاطر النوبات القلبية.​

إجراء الفحوصات الدورية: زيارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات اللازمة ومتابعة الحالة الصحية.​

هل يمكن لمريض السكري ممارسة الرياضة؟

نعم، يمكن لمرضى السكري ممارسة الرياضة، بل يُنصح بها كجزء من إدارة المرض. تساعد التمارين الرياضية في تحسين حساسية الجسم للأنسولين، وخفض مستويات السكر في الدم، وتقليل مخاطر أمراض القلب. يُنصح بالبدء بتمارين خفيفة وزيادة الشدة تدريجيًا، مع استشارة الطبيب قبل البدء بأي برنامج رياضي.​

ما هي الأطعمة التي يجب على مريض السكري تجنبها لحماية قلبه؟

يُنصح مرضى السكري بتجنب الأطعمة التالية للحفاظ على صحة القلب:​

الدهون المشبعة والمتحولة: توجد في الأطعمة المقلية، والوجبات السريعة، والمنتجات المخبوزة التجارية.​

السكريات المضافة: مثل المشروبات الغازية، والحلويات، والعصائر المحلاة.​

الصوديوم الزائد: الموجود في الأطعمة المعلبة، والوجبات السريعة، واللحوم المصنعة.​

الكربوهيدرات المكررة: مثل الخبز الأبيض، والأرز الأبيض، والمعكرونة المصنوعة من الدقيق الأبيض.​

هل يمكن علاج السكري للحد من مخاطر الإصابة بالنوبة القلبية؟

في حين أن السكري من النوع الأول لا يمكن علاجه، يمكن التحكم فيه باستخدام الأنسولين وإدارة نمط الحياة. أما السكري من النوع الثاني، فيمكن في بعض الحالات عكسه أو تقليل آثاره من خلال فقدان الوزن، وتغييرات كبيرة في النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني. العلاجات الحديثة مثل جراحة السمنة أو بعض الأدوية الجديدة قد تساعد في تحسين التحكم بمستويات السكر وتقليل مخاطر النوبات القلبية.

ما هو تأثير الأدوية الموصوفة لمرضى السكري على صحة القلب؟

بعض أدوية السكري يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على صحة القلب، مثل:

مثبطات SGLT2: تقلل من مخاطر فشل القلب.
أدوية GLP-1: تحسن حساسية الأنسولين ولها فوائد للقلب.
الميتفورمين: يساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم وقد يقلل من مخاطر أمراض القلب.
من المهم استشارة الطبيب لاختيار الدواء الأنسب لحالة المريض الصحية.

متى يجب على مريض السكري مراجعة الطبيب؟

يجب على مريض السكري مراجعة الطبيب فورًا إذا لاحظ أيًا من الأعراض التالية:

ألم غير مفسر في الصدر أو الذراعين.
صعوبة في التنفس أو تسارع ضربات القلب.
انتفاخ مستمر في القدمين أو اليدين.
تغيرات مفاجئة في مستوى السكر في الدم دون سبب واضح.

مرض السكري بنوعيه يشكل خطرًا كبيرًا على صحة القلب، ولكن يمكن تقليل هذه المخاطر من خلال التحكم الجيد في مستويات السكر، واتباع نمط حياة صحي، وتناول الأدوية المناسبة. الوقاية والتوعية الدائمة هما المفتاح لحياة أكثر صحة وأطول لمريض السكري.

السابق
عاش به 100 يوم.. أول مريض يغادر المستشفى بقلب اصطناعي كامل
التالي
تطبيقات الحمية واللياقة البدنية قد تسبب مشاكل في الأكل وشكل الجسم

اترك تعليقاً