قهوة بسكر أم بدون؟ تأثير مدهش للكافيين مع المحليات على بعض الأشخاص
القهوة، هذا المشروب السحري الذي يعشقه الملايين حول العالم، ليس مجرد وسيلة للاستيقاظ صباحًا، بل هو جزء لا يتجزأ من ثقافات متعددة. ومع تزايد الوعي الصحي، أصبح التساؤل حول أفضل طريقة لتناول القهوة: هل بإضافة السكر أم بدونه؟ في هذا المقال، نستعرض تأثير الكافيين مع المحليات على الجسم، ونقدم دليلًا إرشاديًا متكاملًا لمساعدتك في اتخاذ القرار الأمثل لصحتك.

القهوة بدون سكر: فوائد صحية مذهلة
تناول القهوة بدون سكر له العديد من الفوائد الصحية، منها:
تعزيز الطاقة واليقظة: يحتوي الكافيين على خصائص منبهة تساعد في تحسين التركيز والانتباه.
تحسين المزاج: أظهرت الدراسات أن القهوة يمكن أن تساهم في تقليل أعراض الاكتئاب والقلق.
تعزيز وظائف الدماغ: قد تساعد القهوة في حماية الدماغ من تلف الخلايا وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر ومرض باركنسون.
تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة: قد تساهم القهوة في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
مساعدة في إنقاص الوزن: القهوة بدون سكر منخفضة السعرات الحرارية وتحتوي على نسبة ضئيلة من السكر، مما يجعلها خيارًا صحيًا للأشخاص الذين يحاولون إنقاص الوزن أو الحفاظ على وزن صحي.
القهوة مع السكر: هل تؤثر على الفوائد الصحية؟
إضافة السكر إلى القهوة قد تؤثر على بعض فوائدها الصحية. فقد أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين شربوا القهوة السوداء كانت لديهم فرصة أقل بنسبة 10% للإصابة بالنوع الثاني من السكري لكل فنجان يومي استهلكوه، بينما انخفضت هذه الفائدة إلى 5% فقط لدى من أضافوا السكر إلى قهوتهم.
أنواع القهوة حسب كمية السكر
في الثقافة المصرية، تُصنف القهوة حسب كمية السكر المضافة إليها:
قهوة سادة: بدون سكر.
قهوة على الريحة: نسبة قليلة جدًا من السكر – نصف ملعقة سكر لكل ملعقة بن.
قهوة مظبوط: نسبة متوازنة من السكر.
قهوة زيادة: نسبة عالية من السكر – ملعقتان من السكر لكل ملعقة بن.
تأثير السكر على امتصاص الكافيين
تشير بعض الدراسات إلى أن إضافة السكر إلى القهوة قد تؤثر على امتصاص الكافيين. ففي دراسة إسبانية، وُجد أن القهوة بدون سكر لا ترفع من القدرة على التركيز الذهني كما هو الحال في القهوة مع السكر، إذ أن اختلاط السكر مع الكافيين قد يعزز من تأثيره المنبه.
القهوة والسكر: التأثير على الوزن
تناول القهوة بدون سكر يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن، حيث أن الكافيين يعزز من عملية التمثيل الغذائي ويزيد من حرق الدهون. بالمقابل، إضافة السكر يزيد من السعرات الحرارية، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن إذا تم استهلاكها بكميات كبيرة.
القهوة وصحة القلب
القهوة بدون سكر قد تساهم في تحسين صحة القلب، حيث أن الكافيين يساعد على تحفيز ضربات القلب والحفاظ على الدورة الدموية تحت السيطرة. كما أن القهوة السوداء تحتوي على مضادات أكسدة تساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
القهوة والكوليسترول
تناول القهوة بدون سكر قد يساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، مما يساهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
القهوة والسكري
كما ذكرنا سابقًا، تناول القهوة بدون سكر قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. إضافة السكر قد تقلل من هذه الفائدة، لذا يُنصح بتناول القهوة بدون سكر أو باستخدام بدائل طبيعية.
القهوة والتمثيل الغذائي
الكافيين الموجود في القهوة يعزز من عملية التمثيل الغذائي، مما يساعد في حرق السعرات الحرارية بشكل أسرع. تناول القهوة بدون سكر يعزز من هذه الفائدة، بينما قد يؤدي السكر إلى تقليلها.
القهوة والأداء البدني
تناول القهوة بدون سكر قد يحسن من الأداء البدني، حيث أن الكافيين يزيد من مستويات الأدرينالين في الدم، مما يهيئ الجسم لمزيد من المجهود.
القهوة والوظائف الإدراكية
القهوة بدون سكر قد تساهم في تحسين الوظائف الإدراكية، مثل التركيز والانتباه، وذلك بفضل تأثير الكافيين على الدماغ. ومع ذلك، قد يكون للسكر تأثير إضافي في تعزيز هذه الوظائف، كما أشارت بعض الدراسات.
بدائل صحية للسكر في القهوة
إذا كنت لا تفضل القهوة بدون أي نوع من التحلية ولكنك تسعى لتقليل استهلاك السكر الأبيض، فإليك بعض البدائل الصحية:
العسل الطبيعي: يحتوي على مضادات أكسدة وله طعم مميز، ولكن يُفضل استخدامه باعتدال.
سكر جوز الهند: خيار طبيعي يحتوي على مؤشر جلايسيمي أقل من السكر الأبيض.
ستيفيا: مُحلي طبيعي خالٍ من السعرات الحرارية، لا يرفع سكر الدم.
سكر الإريثريتول: يُعتبر بديلاً آمناً لمرضى السكري، لا يسبب ارتفاعًا في مستويات الجلوكوز.
القرفة: يمكن إضافتها إلى القهوة للحصول على نكهة طبيعية حلوة دون الحاجة للسكر.
هل الطعم بدون سكر يستحق التعود؟
كثير من محبي القهوة يجدون أن الطعم بدون سكر في البداية “قاسٍ” أو “مرّ جدًا”، لكن التعود على نكهة القهوة الطبيعية قد يُكسبك ذوقًا أكثر عمقًا:
بعد أسبوع إلى أسبوعين من تقليل السكر تدريجيًا، يبدأ اللسان في التعود على النكهة.
عند التخلص من السكر، تبدأ في ملاحظة النكهات الدقيقة في القهوة مثل الطعم الترابي أو الفاكهي أو الشوكولاتة.
هناك من يشبه الأمر بتذوق النبيذ أو الشاي الفاخر – النكهة المعقدة تظهر فقط عندما لا تغطيها السكريات.
من هم الأشخاص الذين يجب عليهم تقليل السكر في القهوة؟
ينصح الأطباء بتقليل أو تجنب السكر في القهوة للفئات التالية:
مرضى السكري.
من يعانون من مقاومة الأنسولين أو متلازمة التمثيل الغذائي.
الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية لإنقاص الوزن.
من يعانون من اضطرابات القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
الرياضيون الذين يعتمدون على ضبط السعرات وتوازن الماكروز.
هل تشرب القهوة بسكر أم بدون؟
الإجابة تعتمد على أولويتك:
الغرض الأفضل
إنقاص الوزن بدون سكر
الطاقة السريعة والتركيز الذهني مع قليل من السكر
تقليل خطر السكري والقلب بدون سكر
النكهة الغنية والحقيقية بدون سكر أو باستخدام بدائل طبيعية
المتعة اللحظية فقط مع سكر (باعتدال!)
ابدأ بتقليل السكر تدريجيًا، ثم جرّب القهوة “على الريحة” أو “سادة”، واستمتع بتجربة مذاق القهوة الحقيقي. تذكّر أن التغيير الصحي لا يحتاج إلى حرمان، بل إلى وعي وتوازن.