“الأكل العاطفي”: مرض أم حالة نفسية؟.. العلم يجيب
هل وجدت نفسك يومًا تتجه إلى تناول الطعام دون شعور بالجوع، فقط لأنك غاضب، قلق، أو حتى تشعر بالملل؟
إذا كانت إجابتك نعم، فأنت لست وحدك. ما تعانيه يُعرف بـ “الأكل العاطفي” (Emotional Eating)، وهي ظاهرة شائعة تدفع الكثيرين إلى الإفراط في الطعام كوسيلة للهروب من المشاعر السلبية.
لكن ما هو الأكل العاطفي من وجهة نظر العلم؟ هل هو اضطراب نفسي فعلي، أم مجرد عادة سيئة؟ وهل يمكن السيطرة عليه؟

ما هو الأكل العاطفي؟
الأكل العاطفي هو استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع المشاعر، وليس لتلبية احتياجات جسدية كالجوع أو التغذية.
وفيه يلجأ الشخص إلى الطعام – غالبًا الأطعمة الغنية بالسكريات أو الدهون – للتخفيف من:
التوتر
الحزن أو الاكتئاب
القلق
الوحدة
الملل
الغضب
ولا يرتبط هذا السلوك دائمًا بالجوع الحقيقي، بل يُستخدم الطعام كـ”مسكّن مؤقت” للشعور بالألم النفسي.
هل هو مرض نفسي؟
بحسب دراسات علم النفس، الأكل العاطفي لا يُعد اضطرابًا نفسيًا مستقلًا بحد ذاته، لكنه:
سلوك شائع قد يظهر لدى الأشخاص الأصحاء نفسيًا.
إقرأ أيضا:القهوة لعمر مديد بصحة.. إليكم أفضل الأوقات لتناولهافي بعض الحالات، يكون علامة تحذيرية على وجود مشكلات أعمق مثل:
اضطرابات الأكل (مثل النهام العصبي)
الاكتئاب أو القلق العام
انخفاض تقدير الذات
ضعف مهارات التعامل مع الضغط
بالتالي، يمكن اعتباره حالة نفسية مرتبطة بتنظيم المشاعر، وقد تتطور إلى اضطراب إن تُركت دون وعي أو علاج.
كيف يعمل “الأكل العاطفي” في الدماغ؟
عند التعرض للتوتر أو الحزن، يُفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول، ما يزيد من الرغبة في تناول الأطعمة الدهنية أو السكرية.
هذه الأطعمة بدورها ترفع مستويات الدوبامين (هرمون المتعة)، ما يمنح شعورًا مؤقتًا بالراحة.
لكن بعد زوال هذا التأثير، يعود الشخص للشعور بالذنب أو الإحباط، ما يُدخله في حلقة مفرغة من الأكل والمشاعر السلبية.
كيف تميز بين الجوع العاطفي والجوع الحقيقي؟
الجوع الحقيقي الجوع العاطفي
تدريجي ويتطور ببطء مفاجئ وشديد
يمكن إرضاؤه بأي طعام يطلب أطعمة محددة (سكريات، مقليات)
يتوقف عند الشعور بالشبع يستمر رغم الامتلاء
لا يسبب شعورًا بالذنب غالبًا يتبعه ندم أو خجل
️ كيف تتعامل مع الأكل العاطفي؟
1. الوعي بالمحفزات
دوّن المشاعر أو المواقف التي تدفعك نحو الطعام.
هل هو القلق؟ الوحدة؟ الضجر؟ تحديد السبب هو أول خطوة نحو الحل.
2. بدائل للتنفيس
جرّب استبدال الأكل بـ:
المشي أو التمارين الخفيفة
إقرأ أيضا:بينها زبدة الفول السوداني.. 9 أطعمة لا تساعدك على حرق الدهونالتأمل والتنفس العميق
الكتابة أو الرسم
التحدث إلى صديق
3. تغذية ذكية
احتفظ بأطعمة صحية في متناول اليد، وقلل من توفر الأطعمة التي تسبب الإدمان العاطفي.
4. طلب الدعم
إذا تحول الأكل إلى طريقة يومية للهروب من الواقع، فقد تكون هناك حاجة للتحدث إلى أخصائي نفسي أو تغذوي.
“الأكل العاطفي” ليس مرضًا بحد ذاته، لكنه علامة على وجود خلل في التعامل مع المشاعر، وقد يتحول إلى مشكلة صحية ونفسية إن لم تتم معالجته بوعي.
السيطرة على هذا السلوك تبدأ من فهم الذات، وتعلم طرق بديلة وصحية للتعامل مع الضغوط، بعيدًا عن اللجوء للطعام كمهدّئ مؤقت.