العلم يؤكد: غمر الجسم بالماء المثلج يقلل التوتر لمدة 12 ساعة
في عالمنا المعاصر، يُعتبر التوتر جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما يدفع الكثيرين للبحث عن وسائل فعّالة للتخفيف منه. مؤخرًا، أظهرت دراسات علمية أن غمر الجسم في الماء المثلج قد يكون وسيلة فعّالة لتقليل التوتر لمدة تصل إلى 12 ساعة. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كيفية تأثير الماء المثلج على التوتر، بالإضافة إلى فوائده الأخرى، والإرشادات العملية لتطبيق هذه التقنية بأمان.
ما هو تأثير غمر الجسم في الماء المثلج على التوتر؟
أشارت دراسة حديثة إلى أن الاستحمام بالماء البارد أو غمر الجسم في الثلج بعد ممارسة التمارين الرياضية الشاقة يمكن أن يقلل من مستويات التوتر ويساهم في تحسين جودة النوم. قام فريق من الباحثين في جامعة جنوب أستراليا بتحليل 12 دراسة شملت حوالي 320 رياضيًا ومتخصصًا في اللياقة البدنية، ووجدوا أن الغمر في الماء البارد له تأثير ملحوظ في تقليل التوتر لمدة تصل إلى 12 ساعة.
كيف يعمل الماء المثلج على تقليل التوتر؟
يُعتقد أن التعرض للماء البارد يؤدي إلى تحفيز الجهاز العصبي السمبثاوي، مما يزيد من إفراز هرمونات مثل النورأدرينالين والإندورفين. هذه الهرمونات تساهم في تحسين المزاج وتقليل مشاعر التوتر والقلق. بالإضافة إلى ذلك، يُساعد التعرض للماء البارد على تحسين الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز من الشعور بالانتعاش واليقظة.
إقرأ أيضا:بينها منتجات الألبان.. عناصر غذائية قد تفاقم الالتهاباتما هي الفوائد الأخرى لغمر الجسم في الماء المثلج؟
بالإضافة إلى تقليل التوتر، هناك عدة فوائد محتملة لغمر الجسم في الماء المثلج:
تحسين الدورة الدموية: يؤدي التعرض للماء البارد إلى انقباض الأوعية الدموية، مما يساعد على زيادة تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم.
تقليل الالتهابات العضلية: يُستخدم الغمر في الماء البارد كوسيلة لتقليل الالتهابات والتورمات الناتجة عن التمارين الرياضية المكثفة.
تعزيز الجهاز المناعي: تشير بعض الدراسات إلى أن الاستحمام بالماء البارد قد يزيد من عدد خلايا الدم البيضاء، مما يعزز من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
تحسين جودة النوم: أفادت بعض الأبحاث أن الغمر في الماء البارد بعد التمارين الرياضية يمكن أن يساعد على النوم الهادئ والمريح.
كيف يمكن تطبيق تقنية الغمر في الماء المثلج بأمان؟
للاستفادة القصوى من فوائد الغمر في الماء المثلج، يُفضل اتباع الإرشادات التالية:
التحضير المسبق: تأكد من أن درجة حرارة الماء تتراوح بين 10-15 درجة مئوية.
المدة الزمنية: يُنصح بالبقاء في الماء المثلج لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق.
التدرج في التعرض: ابدأ بتعريض الجسم للماء البارد تدريجيًا، خاصة إذا لم تكن معتادًا على ذلك.
إقرأ أيضا:الجوز أم اللوز.. أيهما أفضل لتقوية الذاكرة ولماذا؟الاستشارة الطبية: قبل البدء في هذه الممارسة، خاصة إذا كنت تعاني من حالات صحية معينة، يُفضل استشارة الطبيب.
ما هي الاحتياطات الواجب مراعاتها عند استخدام الماء المثلج؟
على الرغم من الفوائد المحتملة، يجب مراعاة بعض الاحتياطات:
تجنب التعرض المطول: البقاء لفترات طويلة في الماء المثلج قد يؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم.
الاستماع للجسم: إذا شعرت بأي انزعاج أو دوار، اخرج من الماء فورًا.
تجنب الاستخدام في حالات صحية معينة: الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو مشاكل في الدورة الدموية يجب أن يتجنبوا هذه الممارسة إلا بعد استشارة طبية.
كيف يمكن دمج الغمر في الماء المثلج في الروتين اليومي؟
لدمج هذه التقنية في حياتك اليومية:
بعد التمارين الرياضية: يُعتبر الوقت المثالي للغمر في الماء المثلج هو بعد الانتهاء من التمارين الرياضية المكثفة.
الاستحمام البارد: إذا لم يتوفر حوض للغمر، يمكن الاستفادة من الاستحمام بالماء البارد كبديل.
الاستمرارية: للحصول على أفضل النتائج، حاول دمج هذه الممارسة بانتظام في روتينك الأسبوعي.
إقرأ أيضا:منها الشمندر.. 6 أطعمة تخفض ضغط الدم بشكل طبيعيما هي التجارب الشخصية مع الغمر في الماء المثلج؟
شارك العديد من الرياضيين والأفراد تجاربهم مع الغمر في الماء المثلج، مشيرين إلى تحسن ملحوظ في التعافي العضلي وتقليل التوتر. ومع ذلك، تختلف التجارب من شخص لآخر، لذا يُفضل تجربة هذه التقنية بحذر ومراقبة استجابة الجسم.
يُظهر العلم الحديث أن غمر الجسم في الماء المثلج يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لتقليل التوتر وتحسين جودة الحياة. مع ذلك، يجب مراعاة الاحتياطات اللازمة والتأكد من تطبيق هذه الممارسة بأمان. إذا كنت تفكر في تجربة الغمر في الماء المثلج، استشر طبيبك وتأكد من اتباع الإرشادات الموصى بها لضمان أفضل النتائج.
