الشعر

تصفيف الشعر يهدد الرئتين بمليارات الجسيمات النانوية

تصفيف الشعر يهدد الرئتين بمليارات الجسيمات النانوية

تصفيف الشعر يهدد الرئتين بمليارات الجسيمات النانوية

عندما نتحدث عن تصفيف الشعر فإن أول ما يخطر في بالنا هو الجمال، الأناقة، والمنتجات المخصصة التي تمنح الشعر شكلاً مميزاً ولمعاناً لافتاً. لكن ما قد يغيب عن أذهان الكثيرين هو أن هذه المنتجات، خصوصاً بخاخات تثبيت الشعر ومجففات الهواء الساخن، قد تتحول إلى مصدر خطير يهدد صحة الإنسان من حيث لا يدري.

أظهرت دراسات حديثة أن عملية تصفيف الشعر قد تطلق في الهواء مليارات من الجسيمات النانوية، وهي جسيمات دقيقة للغاية قادرة على التغلغل عميقاً داخل الجهاز التنفسي وصولاً إلى الرئتين، مما يرفع خطر الإصابة بأمراض تنفسية مزمنة وربما يؤدي إلى مضاعفات طويلة المدى على الصحة العامة.

هذا المقال يستعرض بالتفصيل حقيقة هذه الظاهرة، أسبابها، مخاطرها على الصحة، دور المنتجات التجميلية في زيادة حجم المشكلة، إضافة إلى نصائح عملية للوقاية منها، وذلك في إطار علمي مبسط ومناسب للقراء.

تصفيف الشعر يهدد الرئتين بمليارات الجسيمات النانوية
تصفيف الشعر يهدد الرئتين بمليارات الجسيمات النانوية

ما هي الجسيمات النانوية ولماذا تعتبر خطيرة؟

الجسيمات النانوية هي جزيئات دقيقة لا يتجاوز قطرها 100 نانومتر، أي أنها أصغر آلاف المرات من عرض شعرة الإنسان. خطورتها تكمن في قدرتها على:

التغلغل العميق داخل الجهاز التنفسي والوصول إلى الحويصلات الهوائية في الرئتين.

إقرأ أيضا:إليك أسهل الطرق لإبطاء تساقط الشعر.. وتعزيز نموه أيضاً!

عبور الحواجز الحيوية في الجسم، مما يجعلها قادرة على دخول مجرى الدم والتأثير على الأعضاء الداخلية.

التسبب بالالتهابات، حيث إن الجهاز المناعي غالباً لا يتعامل معها بفعالية، مما يؤدي إلى تراكمها وإثارة التهابات مزمنة.

التأثير على الخلايا، إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن الجسيمات النانوية يمكن أن تؤدي إلى تلف الحمض النووي وزيادة احتمالية الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.

كيف يطلق تصفيف الشعر الجسيمات النانوية؟

العديد من منتجات الشعر مثل:

بخاخ تثبيت الشعر (السبراي).

البخاخات اللامعة.

منتجات تنعيم الشعر الحرارية.

أجهزة فرد وتجعيد الشعر باستخدام الحرارة.

عند استخدامها، تطلق في الجو ذرات دقيقة جداً، بعضها في شكل أبخرة كيميائية وبعضها الآخر على هيئة جسيمات صلبة متناهية الصغر.

على سبيل المثال، عند رش بخاخ الشعر تتناثر ملايين القطرات الدقيقة التي لا يستقر معظمها على الشعر، بل يبقى معلقاً في الهواء ليستنشقه الشخص الذي يستخدمه، ومن حوله أيضاً.

ومع تعرض الشعر للحرارة الشديدة الناتجة عن المكواة أو مجفف الشعر، تتحلل بعض المكونات الكيميائية وتطلق جسيمات أصغر حجماً وأكثر خطورة.

الدراسات العلمية التي تكشف المخاطر

في إحدى الدراسات الأوروبية، وجد الباحثون أن جلسة تصفيف واحدة باستخدام بخاخات الشعر الحرارية يمكن أن تطلق في الهواء ما يزيد عن مليار جسيم نانوي في الدقيقة الواحدة.

إقرأ أيضا:إليك أسهل الطرق لإبطاء تساقط الشعر.. وتعزيز نموه أيضاً!

دراسة أخرى أوضحت أن العاملين في صالونات التجميل معرضون بشكل خاص لهذه الجسيمات بحكم تعرضهم المستمر اليومي، ما يزيد احتمالية إصابتهم بأمراض تنفسية مثل:

الربو المهني.

التهابات الشعب الهوائية المزمنة.

متلازمات الحساسية التنفسية.

التأثير المباشر على الرئتين

عند استنشاق هذه الجسيمات النانوية، يحدث التالي:

ترسب في الشعب الهوائية الدقيقة: تدخل الجسيمات وتستقر في الأجزاء السفلى من الرئة.

إحداث تهيج والتهاب: تبدأ الأنسجة المحيطة بمحاولة التخلص منها، ما يسبب التهابات مزمنة.

إعاقة تبادل الأكسجين: مع تراكمها في الحويصلات الهوائية، قد تتأثر كفاءة الرئتين في إدخال الأكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون.

زيادة خطر التليف الرئوي: مع التعرض المستمر، يمكن أن تتطور الحالة إلى تليف في أنسجة الرئة، مما يقلل مرونتها ويؤثر على القدرة التنفسية.

تأثيرها على الصحة العامة

المشكلة لا تتوقف عند الرئتين فقط، بل قد تمتد لتشمل:

القلب والأوعية الدموية: بسبب انتقال الجسيمات عبر الدم، مما يزيد احتمال الإصابة بجلطات.

الجهاز العصبي: بعض الدراسات تشير إلى أن الجسيمات النانوية قد تصل إلى الدماغ عبر مجرى الدم أو عبر العصب الشمي.

إقرأ أيضا:تعرفي على فوائد زيت جوز الهند للشعر المصبوغ وكيفية استخدامه

الكلى والكبد: باعتبارها أجهزة تصفية السموم، فهي الأكثر عرضة لتراكم هذه الجسيمات على المدى الطويل.

من الأكثر عرضة للخطر؟

العاملون في صالونات التجميل: بحكم التعرض اليومي ولأوقات طويلة.

الأطفال والمراهقون: لأن أجهزتهم التنفسية لا تزال في طور النمو.

الأشخاص المصابون بالربو أو أمراض تنفسية سابقة: إذ يزداد لديهم خطر المضاعفات.

الحوامل: حيث يمكن أن تنتقل بعض المواد الضارة للجنين.

دور منتجات التجميل في تضخيم المشكلة

الكثير من منتجات الشعر المتوفرة في الأسواق تحتوي على مواد كيميائية مثل:

الفورمالدهيد.

الكحول.

السيليكون.

المواد العطرية الصناعية.

ومع تعرض هذه المواد للحرارة أو التبخر، تتحول إلى جزيئات دقيقة معلقة في الهواء.

المشكلة الكبرى أن بعض الشركات لا تضع تحذيرات واضحة على عبواتها، مما يجعل المستهلكين يعتقدون أنها آمنة تماماً.

البعد الاقتصادي والاجتماعي للمشكلة

تصفيف الشعر ليس مجرد عادة شخصية، بل هو صناعة ضخمة تقدر بمليارات الدولارات سنوياً. ومع ازدياد الإقبال على مراكز التجميل، تتضاعف المخاطر الصحية.

تكاليف الرعاية الصحية: قد تزداد مع ارتفاع نسبة الأمراض التنفسية.

التأثير على الإنتاجية: العاملون في الصالونات معرضون لاعتلالات صحية قد تجبرهم على تقليل ساعات عملهم أو ترك المهنة.

البعد الأسري: استنشاق أفراد العائلة لهذه الجسيمات عند استخدام المنتجات في المنزل يعرضهم للمخاطر بشكل غير مباشر.

كيف تحمي نفسك من مخاطر تصفيف الشعر؟

استخدام المنتجات الطبيعية: مثل الزيوت العضوية والكريمات الخالية من المواد الكيميائية الضارة.

تهوية جيدة: فتح النوافذ وتشغيل المراوح عند استخدام البخاخات أو أجهزة الشعر الحرارية.

ارتداء كمامة واقية: خصوصاً للعاملين في صالونات التجميل.

تحديد الكمية: تقليل عدد مرات استخدام البخاخات والاكتفاء بكمية قليلة.

اختيار المنتجات بعناية: قراءة الملصقات والابتعاد عن المنتجات التي تحتوي على الفورمالدهيد أو المكونات المثيرة للجدل.

التنظيف الدوري: إزالة الغبار والمواد العالقة من الأسطح في غرف التجميل.

استخدام أجهزة تنقية الهواء: للمساعدة في تقليل تركيز الجسيمات في البيئة الداخلية.

بدائل آمنة لتصفيف الشعر

الوصفات الطبيعية: مثل جل الصبار أو زيت جوز الهند لتثبيت الشعر.

الأدوات غير الحرارية: مثل بكرات الشعر أو الضفائر الطبيعية لتمويج الشعر.

المنتجات العضوية: التي تحتوي على مكونات نباتية فقط.

دور التوعية والجهات التنظيمية

لا بد من دور أكبر للجهات المسؤولة عن مراقبة منتجات التجميل، وذلك عبر:

فرض اختبارات إلزامية على جميع المنتجات قبل طرحها في الأسواق.

توعية المستهلكين بخطورة الاستعمال المفرط.

دعم الأبحاث المتعلقة بتأثير المواد الكيميائية التجميلية على الصحة العامة.

قد يبدو تصفيف الشعر عادة يومية بسيطة مرتبطة بالأناقة والجمال، لكنه يخفي وراءه تهديداً صحياً خطيراً يتمثل في استنشاق مليارات الجسيمات النانوية التي قد تضر بالرئتين وبأعضاء الجسم الأخرى على المدى الطويل.

ولأن الصحة لا تقل أهمية عن الجمال، فإن اتخاذ خطوات وقائية واعتماد بدائل أكثر أماناً هو الحل الأمثل لتقليل المخاطر.

الوعي هو السلاح الأقوى. فكلما عرفنا أكثر عن المخاطر، كلما استطعنا حماية أنفسنا وأحبتنا من تبعات هذه الجسيمات غير المرئية التي تسبح في الهواء مع كل بخة سبراي أو لمسة حرارة على الشعر.

السابق
7 أطعمة تعزز نمو الأطفال وتزيد من طولهم
التالي
كم عدد ساعات النوم التي تحتاج إليها وفقاً لعمرك؟

اترك تعليقاً