في لحظات الحياة الأخيرة، يحدث في الدماغ نشاط معقد يُثير تساؤلات عديدة حول طبيعة الوعي وتجارب الاقتراب من الموت. أظهرت دراسات حديثة تسجيلات لنشاط دماغي مكثف في اللحظات التي تسبق الوفاة، مما يفتح الباب لفهم أعمق لما يحدث داخل أدمغة المحتضرين.

ما هو “الانفجار الغامض بالمخ” عند الموت؟
في دراسة أجريت على سبعة مرضى يعانون من أمراض مزمنة، تم وضع أجهزة استشعار صغيرة على أدمغتهم قبل دقائق من فصلهم عن أجهزة الإنعاش. بعد توقف قلوبهم، سجل العلماء اندفاعًا مفاجئًا من النشاط عالي التردد يُعرف بتزامن جاما، والذي استمر لمدة 30 إلى 90 ثانية قبل أن يختفي. تزامن جاما هو نوع من أنماط الموجات الدماغية المرتبطة بالفكر الواعي والإدراك، مما يشير إلى أن الدماغ قد يظل نشطًا وواعياً لفترة وجيزة بعد توقف القلب.
هل يمكن اعتبار هذا النشاط تجربة اقتراب من الموت؟
يعتقد بعض الباحثين أن هذا النشاط الدماغي قد يكون مرتبطًا بتجارب الاقتراب من الموت أو ربما يشير إلى لحظة خروج الروح من الجسد. ومع ذلك، يظل هذا التفسير موضوع نقاش بين العلماء، حيث يرون أن هذه الظاهرة قد تكون نتيجة لنقص الأكسجين في الدماغ بعد توقف القلب.
ما هو تفسير العلماء لهذا النشاط الدماغي؟
يفسر بعض العلماء هذا النشاط الدماغي بأنه نتيجة لنقص الأكسجين في الدماغ بعد توقف القلب، مما يؤدي إلى إطلاق موجات جاما. بينما يقترح آخرون أن الوعي قد يحدث على مستوى كمي أعمق داخل الأنابيب الدقيقة في خلايا المخ، وليس فقط من الإشارات الكهربائية بين الخلايا العصبية.
هل يمكن للدماغ أن يظل واعيًا بعد الموت السريري؟
تشير بعض الدراسات إلى أن الدماغ قد يظل نشطًا لفترة قصيرة بعد الموت السريري، مما قد يفسر تجارب الاقتراب من الموت التي يرويها بعض الأشخاص بعد إنعاشهم. ومع ذلك، لا يزال هذا الموضوع بحاجة إلى مزيد من البحث لفهمه بشكل كامل.
ما هي الأنابيب الدقيقة ودورها في الوعي؟
الأنابيب الدقيقة هي هياكل صغيرة داخل خلايا المخ يُعتقد أنها تلعب دورًا في عملية الوعي. يعتقد بعض الباحثين أن الوعي يحدث على مستوى كمي داخل هذه الأنابيب الدقيقة، مما قد يفسر استمرار الوعي في حالات انخفاض الطاقة الدماغية، مثل التخدير أو النوم العميق أو حتى خلال تجارب الاقتراب من الموت.
هل يمكن اعتبار هذا النشاط الدماغي دليلًا على وجود الروح؟
تظل مسألة وجود الروح موضوعًا فلسفيًا ودينيًا أكثر منها علميًا. بينما يفسر بعض الباحثين هذا النشاط الدماغي كدليل محتمل على وجود الروح، يرى آخرون أنه نتيجة لتفاعلات كيميائية وفيزيولوجية تحدث في الدماغ عند الموت.
ما هي الخطوات المستقبلية لفهم هذه الظاهرة؟
يتطلب فهم هذه الظاهرة مزيدًا من البحث والدراسات على نطاق أوسع. يأمل العلماء في مراقبة نشاط الدماغ لدى عدد أكبر من المرضى المحتضرين لفهم أفضل لما يحدث في اللحظات الأخيرة من الحياة، مما قد يساهم في فهم أعمق لطبيعة الوعي وتجارب الاقتراب من الموت.
تُظهر الدراسات الحديثة أن الدماغ يمر بنشاط معقد في اللحظات الأخيرة قبل الموت، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الوعي وتجارب الاقتراب من الموت. على الرغم من أن هذه الظواهر لا تزال غير مفهومة بالكامل، إلا أن الأبحاث المستمرة قد تقربنا من فهم أعمق لما يحدث داخل أدمغتنا عند الاقتراب من النهاية.