الصحة واللياقة

دراسة: الجري لمسافات طويلة قد يزيد الإصابة بسرطان القولون

دراسة: الجري لمسافات طويلة قد يزيد الإصابة بسرطان القولون

دراسة: الجري لمسافات طويلة قد يزيد الإصابة بسرطان القولون

الجري واحد من أكثر الرياضات شيوعًا حول العالم، وغالبًا ما يرتبط في أذهاننا بالصحة الجيدة، تقوية القلب، تحسين اللياقة، والمساعدة في إنقاص الوزن. لكن دراسة حديثة أثارت جدلًا واسعًا بعد أن أشارت إلى وجود علاقة محتملة بين الجري لمسافات طويلة وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.

هذا الاكتشاف أثار نقاشًا واسعًا في الأوساط الطبية والرياضية، خاصة أن الرياضة لطالما ارتبطت بالوقاية من الأمراض المزمنة. فكيف يمكن أن يكون النشاط البدني المكثف سببًا في زيادة احتمالية الإصابة بمرض خطير مثل سرطان القولون؟

في هذا المقال سنستعرض تفاصيل الدراسة، نفهم الخلفيات العلمية وراء النتائج، ونوضح آراء الخبراء، مع تقديم نصائح عملية للعدّائين والهواة للحفاظ على التوازن بين الرياضة والصحة.

دراسة: الجري لمسافات طويلة قد يزيد الإصابة بسرطان القولون
دراسة: الجري لمسافات طويلة قد يزيد الإصابة بسرطان القولون

ما هو سرطان القولون؟

سرطان القولون من أكثر أنواع السرطان شيوعًا عالميًا، وهو يبدأ في الأمعاء الغليظة، وغالبًا ما يتطور ببطء من زوائد لحمية صغيرة (سلائل) قد تتحول إلى أورام سرطانية بمرور الوقت.

أعراض سرطان القولون المبكرة قد تشمل:

تغير في عادات الإخراج (إسهال أو إمساك متكرر).

وجود دم في البراز.

آلام متكررة في البطن أو انتفاخ.

إقرأ أيضا:أمل جديد.. اللياقة البدنية تقلل من خطر وفاة مرضى السرطان

فقدان الوزن غير المبرر.

الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.

عادة ما يرتبط سرطان القولون بعوامل مثل النظام الغذائي غير الصحي، قلة الحركة، السمنة، التدخين، والعوامل الوراثية. لكن هذه الدراسة الجديدة تشير إلى أن الإفراط في الجري لمسافات طويلة قد يكون أحد عوامل الخطر أيضًا.

تفاصيل الدراسة

الدراسة التي أُجريت على مجموعة من العدّائين لمسافات طويلة (الماراثون والألترا ماراثون) وجدت أن بعضهم أظهر مؤشرات بيولوجية مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون مقارنة بالأشخاص الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا معتدلًا.

منهجية البحث:

تم تحليل عينات دم وبراز لآلاف العدّائين.

رُصدت مستويات مرتفعة من الالتهابات المزمنة في القولون.

لوحظ وجود تغيرات في بكتيريا الأمعاء (الميكروبيوم) لدى العدّائين الذين يجرون لمسافات طويلة بشكل متكرر.

النتائج المثيرة:

العدّاؤون لمسافات طويلة لديهم احتمالية أعلى للإصابة بتهيّج القولون.

الالتهابات المزمنة الناتجة عن الضغط البدني قد تساهم في زيادة نمو الخلايا غير الطبيعية.

تغير الميكروبيوم قد يضعف مناعة الأمعاء ويجعلها أكثر عرضة لتطور السرطان.

كيف يمكن للجري لمسافات طويلة أن يؤثر على القولون؟

1. الضغط البدني والإجهاد المزمن

الجري لمسافات طويلة يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.

الارتفاع المزمن في هذه الهرمونات قد يضعف جهاز المناعة ويزيد الالتهابات.

إقرأ أيضا:دراسة تحذّر.. استخدام الهاتف في الحمَّام يزيد خطر الأمراض

2. مشاكل الجهاز الهضمي عند العدّائين

كثير من العدّائين يعانون من اضطرابات مثل الإسهال أو النزيف المعوي بسبب الضغط البدني الشديد.

هذه المشاكل قد تؤدي إلى تهيّج بطانة القولون على المدى الطويل.

3. التأثير على الميكروبيوم

ممارسة الرياضة المعتدلة تحسن من توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.

لكن الإفراط في الجري لمسافات طويلة قد يُحدث خللًا، ما يؤدي إلى نمو أنواع ضارة مرتبطة بزيادة الالتهابات ومخاطر السرطان.

4. نقص التغذية والسوائل

العدّاؤون لمسافات طويلة غالبًا ما يفقدون كميات كبيرة من السوائل والمعادن.

سوء التغذية الناتج عن عدم تعويض هذه العناصر قد يضعف أنسجة الأمعاء ويزيد من قابليتها للإصابة.

هل يعني ذلك أن الجري مضر دائمًا؟

الإجابة قطعًا: لا.
الجري المعتدل لا يزال من أفضل الرياضات لصحة القلب والأوعية الدموية، الوقاية من السمنة، تقليل خطر السكري، وتحسين الصحة النفسية. المشكلة تكمن في الإفراط والمبالغة في الجري لمسافات طويلة بشكل مستمر دون فترات راحة كافية أو تغذية مناسبة.

آراء الخبراء

بعض الباحثين يرون أن النتائج لا تعني التوقف عن الجري، بل تدعو إلى إيجاد توازن.

الأطباء ينصحون العدّائين بمتابعة حالتهم الصحية وإجراء فحوصات دورية للقولون خصوصًا إذا كانت لديهم عوامل خطر وراثية.

إقرأ أيضا:لنجاح أكاديمي… 8 نصائح تنقي الذهن يحتاجها الطلاب

خبراء التغذية يؤكدون أن النظام الغذائي الغني بالألياف والفواكه والخضار يمكن أن يقلل من أي تأثير سلبي للجري المكثف.

نصائح للعدّائين لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون

1. الاعتدال في ممارسة الجري

ينصح بممارسة الجري لمسافات معتدلة (5 – 10 كم) عدة مرات في الأسبوع بدلًا من الجري لمسافات طويلة يوميًا.

2. الاهتمام بالنظام الغذائي

تناول وجبات غنية بالألياف لدعم صحة الأمعاء.

الإكثار من الخضروات والفواكه الطازجة.

الحد من الأطعمة المعالجة واللحوم الحمراء التي ترتبط بزيادة خطر سرطان القولون.

3. شرب السوائل بشكل كافٍ

تعويض السوائل والأملاح المعدنية المفقودة أثناء الجري.

4. متابعة المؤشرات الصحية

إجراء فحص القولون بالمنظار خصوصًا لمن تجاوزوا سن الـ 40 أو لديهم تاريخ عائلي مع المرض.

مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض غير طبيعية مثل نزيف معوي أو اضطرابات هضمية مستمرة.

5. الراحة والنوم الجيد

النوم الكافي يساعد الجسم على إصلاح الخلايا وتقليل الالتهابات.

6. تنويع التمارين الرياضية

إدخال تمارين أخرى مثل السباحة، ركوب الدراجات، أو تمارين القوة لتقليل الضغط المتكرر على الجهاز الهضمي.

التوازن هو السر

الرياضة مثل الدواء: الجرعة المناسبة تعطي فوائد عظيمة، أما الجرعة المفرطة فقد تتحول إلى ضرر.
الجري لمسافات طويلة بشكل يومي قد يشكل عبئًا على الجسم، بينما الجري المعتدل والمتوازن مع غذاء صحي يمنح أفضل النتائج دون آثار جانبية خطيرة.

الدراسة الأخيرة التي تشير إلى أن الجري لمسافات طويلة قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون لا تعني أن نتوقف عن ممارسة الرياضة، بل تدعو إلى التفكير في أسلوب التمرين وكيفية ممارسته بشكل صحي.

الرياضة تظل سلاحًا قويًا للوقاية من الأمراض، لكن يجب أن تُمارس بحكمة. الاعتدال، التغذية السليمة، الترطيب الجيد، والفحوصات الطبية الدورية هي المفاتيح الأساسية للحفاظ على صحة القولون والتمتع بمزايا الجري دون التعرض لمخاطره المحتملة.

السابق
تعزيز خلايا الدماغ العصبية يمكن أن يعالج فقدان الذاكرة.. أول دراسة تثبت
التالي
الكولاجين البحري أم النباتي.. أيهما أفضل لمحاربة الشيخوخة؟

اترك تعليقاً